كنت ناسيا ً بالفعل و لكن جملته ذكرتنى فغضبت و شعرت بالدماء يندفع فى عروقى و تـُذهب مفعول الدواء و قلت له فى ثورة :
- لن أنسى ... لن أنسى ما حييت أن تقصيرك أودى بحياة أمك المسكينة ؟
أجابنى فى هدوء يشوبه المرارة :
- يا أبى إستغفر الله ، أنه قدر الله و ما فعلت إلا ما أمر به الله ؟
أجبته و ثورتى مستمرة :
- أوأمر الله بـ ... ؟
سكت و قد عاودتنى آلام يدى اليسرى و قلت له :
- إذهب ... انصرف عد لدراك لن أتجادل معك أمام ابنك .
لاحظت بطرف عينى زوجته تعثر على القصاصة الصفراء و تمزقها تمزيقا ً .
قام ابنى و أخذ زوجته و حفيدى الصغير الذى ودعنى ملوحا ً بيديه الصغيرتين مهرولا ً خلف أمه ، ألقوا السلام و رحلوا .
فى الخارج قالت له زوجته فى حدة :
- أخبرتك أكثر من مرة ألا تترك ابننا عند أبيك سيفسد أخلاقه لقد كانت معه أغنية و بالتأكيد ...
قاطعها فى صرامة :
- نائلة ، انه ابى .
نظرت إليه فى استكانة و طاعة قائلة :
- انا آسفة يا زوجى .
جلست على مقعدى محاولا ً الإستكانة مرة أخرى متذكرا ً زوجتى الحبيبة التى فقدتها منذ أكثر من 10 سنوات ، عاشت حياتها معذبة مضغوطة ، تزوجتها فتاة صالحة محجبة حجاب صحيح و لكن بعد سنتان من الزواج بدأت المتاعب ... بدأت مطاردات شرطة الآداب لها لعدم إرتدائها النقاب و دون اى مراعاة لكونها على عصمة رجل و حرروا لها أكثر من مرة محاضر تحذيرية وفقا ً لقانون الآداب العامة لسنة 1441 و بعد 5 سنوات قامت شرطيات الآداب بضربها ضربا ً مبرحا ً ، علقة شديدة لإجبارها على إرتداء النقاب و بالفعل استجابت لهن ليس بإرتداء النقاب و لكن بإلتزام المنزل ، فلقد عجزت بعدها عن السير بصورة طبيعية و ظلت بالمنزل لأكثر من 15 سنة و فى النهاية كنت على سفر و تركتها فى رعاية ابننا و مرضت مرضا ً شديدا ً فسارع ابنى بإتيان طبيبة و ظل ساعة و نصف الساعة يبحث عن طبيبة دون جدوى و لا يريد أن يجلب لأمه طبيبا ً ينقذها حتى عاد للمنزل فوجد أمه قد وافتها المنية .
أفقت من ذكرياتى على آلام يدى مجددا ً فضممتها إلى صدرى و أعادتنى تلك اليد ذكريات أكثر إيلاما ً ، فلقد كتبت منذ سنوات طويلة مقال فى أحد الصحف التى لا تخضع للرقابة و لكن المقال وصل إلى هيئة الرقابة الثقافية و أصدروا أمرا ً بضرب يدى اليسرى كتحذير إذا ما عاودت الكـَرة ضربوا اليمنى و من يومها كففت عن الكتابة بشكل عام و لم تكف آلام يدى اليسرى .
ارتديت نظارة القراءة و نظرت للتقويم على الحائط 5 من جمادى الثانى 1474 هجريا ً إننا تقريبا ً فى سنة 2052 ميلاديا ً .
خلعت النظارة و قمت متكئا ً على عصاى من مقامى فتوضأت و صليت ركعتين ثم قرأت ما تيسر من القرآن و خلدت للنوم داعيا ً لحفيدى بصلاح الحال و بمستقبل أفضل .
- لن أنسى ... لن أنسى ما حييت أن تقصيرك أودى بحياة أمك المسكينة ؟
أجابنى فى هدوء يشوبه المرارة :
- يا أبى إستغفر الله ، أنه قدر الله و ما فعلت إلا ما أمر به الله ؟
أجبته و ثورتى مستمرة :
- أوأمر الله بـ ... ؟
سكت و قد عاودتنى آلام يدى اليسرى و قلت له :
- إذهب ... انصرف عد لدراك لن أتجادل معك أمام ابنك .
لاحظت بطرف عينى زوجته تعثر على القصاصة الصفراء و تمزقها تمزيقا ً .
قام ابنى و أخذ زوجته و حفيدى الصغير الذى ودعنى ملوحا ً بيديه الصغيرتين مهرولا ً خلف أمه ، ألقوا السلام و رحلوا .
فى الخارج قالت له زوجته فى حدة :
- أخبرتك أكثر من مرة ألا تترك ابننا عند أبيك سيفسد أخلاقه لقد كانت معه أغنية و بالتأكيد ...
قاطعها فى صرامة :
- نائلة ، انه ابى .
نظرت إليه فى استكانة و طاعة قائلة :
- انا آسفة يا زوجى .
جلست على مقعدى محاولا ً الإستكانة مرة أخرى متذكرا ً زوجتى الحبيبة التى فقدتها منذ أكثر من 10 سنوات ، عاشت حياتها معذبة مضغوطة ، تزوجتها فتاة صالحة محجبة حجاب صحيح و لكن بعد سنتان من الزواج بدأت المتاعب ... بدأت مطاردات شرطة الآداب لها لعدم إرتدائها النقاب و دون اى مراعاة لكونها على عصمة رجل و حرروا لها أكثر من مرة محاضر تحذيرية وفقا ً لقانون الآداب العامة لسنة 1441 و بعد 5 سنوات قامت شرطيات الآداب بضربها ضربا ً مبرحا ً ، علقة شديدة لإجبارها على إرتداء النقاب و بالفعل استجابت لهن ليس بإرتداء النقاب و لكن بإلتزام المنزل ، فلقد عجزت بعدها عن السير بصورة طبيعية و ظلت بالمنزل لأكثر من 15 سنة و فى النهاية كنت على سفر و تركتها فى رعاية ابننا و مرضت مرضا ً شديدا ً فسارع ابنى بإتيان طبيبة و ظل ساعة و نصف الساعة يبحث عن طبيبة دون جدوى و لا يريد أن يجلب لأمه طبيبا ً ينقذها حتى عاد للمنزل فوجد أمه قد وافتها المنية .
أفقت من ذكرياتى على آلام يدى مجددا ً فضممتها إلى صدرى و أعادتنى تلك اليد ذكريات أكثر إيلاما ً ، فلقد كتبت منذ سنوات طويلة مقال فى أحد الصحف التى لا تخضع للرقابة و لكن المقال وصل إلى هيئة الرقابة الثقافية و أصدروا أمرا ً بضرب يدى اليسرى كتحذير إذا ما عاودت الكـَرة ضربوا اليمنى و من يومها كففت عن الكتابة بشكل عام و لم تكف آلام يدى اليسرى .
ارتديت نظارة القراءة و نظرت للتقويم على الحائط 5 من جمادى الثانى 1474 هجريا ً إننا تقريبا ً فى سنة 2052 ميلاديا ً .
خلعت النظارة و قمت متكئا ً على عصاى من مقامى فتوضأت و صليت ركعتين ثم قرأت ما تيسر من القرآن و خلدت للنوم داعيا ً لحفيدى بصلاح الحال و بمستقبل أفضل .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق