الاثنين، ٣٠ يونيو ٢٠٠٨

انا قاعد و مش حامشى

خلاص فاض الكيل بالناس على الآخر يمكن مش من النهاردة من سنتين او تلاتة مابقوش طايقيين و قرروا يهجوا و يسيبوا مصر و نسمع كتير عن الشباب الغلابة اللى زيى اللى بيعوا أهاليهم اللى وراهم و اللى قدامهم عشان يسافروا و للأسف استسلموا للعصابات و الصيع و سافروا بالطرق غير المشروعة و كانت النتيجة اما ضياع فلوسه و القبض عليه و ذلك أهون الضررين و اما للأسف و بكل أسف أن يستشهد بعد أن مات غرقا ً و ليثبت الله كل الأهالى الذين فقدوا ابنائهم - على الإيمان - نتيجة غشم و غباوة النظام المصرى
كل اصحابى عايزين يسافروا و يسيبوا البلد إلا انا ( حاقول ليه بعدين ) صديقى الوحيد فى الحياة لم يستطع أن يتحمل غباوة القطاع الخاص فى مصر او يتحمل فترات البطالة المتقطعة التى تمر به و الأزمات النفسية العديدة تحدثت معه كثيرا ً و حاولت اقناعه أكثر من مرة أن يتحمل ألا يترك مصر أنذرته بحجم البهدلة التى سيتعرض لها إذا ما سافر للخارج حتى لما خد شهادة الــ آى سى دى إل و بعديها إلتحق بمنحة وزارة الإتصالات لشباب الخريجين و انا اللى أقنعته بأنه يسيب شغله فى مكان زبالة و يلتحق بهذه المنحة لإقتناعى الشخصى بها و صبرته لما اتأخرت الوزراة حتى الآن عن تسليمهم المرتبات رغم أنه لم يبق على الدورة سوى 3 شهور و ده موضوع تانى يطول شرحه تفتكروا بعد كل ده يقول لى ايه ؟ انا مستنى بس أقبض و أخلص الدورة و حاسافر ! برضه بعد كل ده مـُـصر تسافر يا بنى ما هيبقى معاك شهادة تشتغل بيها فى واحد من المجالات القليلة فى مصر المحترمة مجال الكومبيوتر لكن اللى فى دماغه فى دماغه ...
صاحبى من ايامى الكلية و مازالنا على اتصال من البوصيلى - جنب رشيد - كلمنى من كام أسبوع و ما كنتش سمعت صوته او شفته من رمضان اللى فات سألنى عن احوالى و سألته عن أحواله لاقيته كفران مش تعبان ، كان شغال فى وادى النطرون ! و ساب الشغل و ناوى يسيب البلد .... يهديك يرضيك ما فيش فايدة قال لى مش شايف القرف و المرار اللى احنا فيه ...
اوعوا تفتكروا انه موضوع قاصر على الشباب صاحب ابى و راجل شغال فى نفسه مجاله عنده شركة تعبانة بس شغالة و 3 عيال أكبرهم عنده حوالى 11 سنة كمان كام أسبوع حيسافر ابو ظبى طب ليه ؟ و شغل مش متوافق معاه من الناحية البدنية حيث أنه بدين و الشغل خطر و عاوز تنطيط هو مــُـصر ربنا يرجعه لأهله و عياله بالسلامة ...
فاكرين الحوار بتاع بثينة و زكى باشا فى فيلم ( عمارة يعقوبيان ) أفكركم بيه
زكى : تحبى تسافرى فين ؟
بثينة : اى حتة بعيد عن المخروبة دى

زكى : بتكرهى بلدك ؟
بثينة : و انا شفت منها حاجة حلوة عشان احبها ؟
زكى : بثينة انتى فعلا ً فقيرة ... بس الفقر عمره ما كان له علاقة بالوطنية
بثينة : وطنية ؟! وطنية ايه يا زكى باشا ؟ و انا لوحدى اللى عايزة اهج ده كل الناس ... انت عارف لو كانت الدنيا زى زمان ، زمان قوى قبل ما يخترعوا الجوازات و التأشيرات كان كل أهل البلد خدوا فى وشهم و سابوها
زكى : اللى مالوش خير فى بلده مالوش خير فى حد
بثينة : عشان حضرتك عايش فيها باشا
انت ايه مشاكلك ؟ ... الست أختك متخانقة معاك ؟ و ايه يعنى ؟ الدور و الباقى ع الناس اللى مش لا قيين ياكلوا هما و عيالهم ، ع الناس اللى دايرة فى الشوارع بتدور على شغلانة و ماحدش معبرها ، الناس اللى مستحملة الذل و الإهانة سواء و هى قاعدة و لا هيا ماشية
انت اصلك بتمشى فى شارع سليمان بس اخطف رجلك لاى حتة تانية و شوف اللى بيحصل ...
يا باشا مصر بقت قاسية قوى على أهلها عشان كده الكل عاوز يسيبها مش كره فيها بس عشان ماحدش قادر يتحمل ظلمها
انا بقى مش عاوز أسيب البلد ليه عشان انا واحد من القلائل اللى اتعلم من صغره على ايد استاذ عظيم الفرق بين النظام و مصر النظام الحالى إن شاء الله حايغور مشيعا ً بلعنات الملايين إلى الجحيم قبل مزبلة التاريخ و ان شاء الله سبحانه و تعالى حيتعذبوا عذاب مش حايتعذبوا فرعون و لا نبوخذ نصر و لا هتلر
ممكن أنتم تشوفوها شعارات ملهاش لازمة بس انا مؤمن بيها مؤمن بمصر مش بالنظام و مش حاستسلم و اسيبلهم البلد احنا فى حرب حرب مع أشرس احتلال الإحتلال المصرى لمصر مش حاسيب البلد لسكان يوتوبيا سكان مستعمرة اللصوص و الحرامية و الأفاقين و رجالات السلطة و الحزب الفاشستى الحاكم
زى ما قال عمرو أديب انا بقى قاعد و مش حامشى
و انا مؤمن كويس قوى بالله فى المقام الأول ثم بمصر فى المقام الثانى مين فينا اللى حايقعد و مين اللى حايمشى قفاه يقمر عيش

محمد ياسر بكر

الأربعاء، ١٨ يونيو ٢٠٠٨

إيه يا بلاد يا غريبة

إيه يا بلاد يا غريبة
عدوة و لا حبيبة
فى الليل تصحى عيونك و نجومك مش قريبة
بلاد ما عرفش ناسها و لا عارفانى ببانها
و ماليش شبر فى اساسها و لا طوبة فى حيطانها
و خطاويا غريبة
عالم رايحة و جاية و انا مين و فين مكانى
و ايه آخر الحكاية و إيه اللى رمانى
يا خطاويا الغريبة
دنيا و لا متاهة دايرة و بندور وراها
فى صبحها و مساها
آهة وراها آهة
يا خطاويا الغريبة

أغنية لمحمد منير

كـــلـــمـــات

الاغنياء هم ربائط المستبد يذلهم فيئنون ويستدرهم فينخون ولهذا يرسخ الاستبداد فى الامم التى يكثر اغنياؤها اما الفقراء فيخشاهم المستبد خوف النعجة الذئاب. عبد الرحمن الكواكبى
ولد الانسان و له حق الحرية وفى التمتع بلا قيود بجميع حقوق و مزايا قانون الطبيعة فى مساواة مع اى شخص اخر. جون لوك
ان حكومة من الشعب يختارها الشعب من اجل الشعب يجب الا تزول من على وجه الارض.ابراهام لينكولن1863
الحرية هى استقلال الإنسان عن اى شئ فيما عدا القانون الخلقى وحده. الجاحظ
ليس فى العلم طرق ممهدة و لن يصل الى ذروته الا هؤلاء الذين لا يخشون عناء تسلق مسالكه الوعرة. كارل ماركس
ان الإسلام لم يتعارض ولا يمكن ان يتعارض مع العلم فالعلم مثله مثل العقيدة يكشف للناس اسرار الطبيعة. محمدعبده
ايها الاخوان انتم لستم جمعية خيرية و لا حزبا ً سياسيا ً و لا هيئة موضوعية الاهداف محدودة المقاصد ولكنكم روح جديد يسرى فى قلب الامة. حسن البنا
اذا اخذنا تعبير الديمقراطية بمعناه الدقيق فإن الديمقراطية الحقيقية لم توجد ابدا ً ولن توجد ولو كان هناك شعب من الآلهة لحكم نفسه بطريقة ديمقراطية فهذا النوع من الحكم الذى يبلغ حد الكمال لا يصلح للبشر. جان جاك روسو
ان فلسطين ليست ارضا ً بلا شعب حتى تصبح وطنا ً لشعب بلا أرض . هدى شعراوى
إن البلاد العربية المحيطة بفلسطين لا تستطيع أن تطمئن على استقلالها و حريتها السياسية و الإقتصادية يوما ً واحدا ً إذا ضاعت فلسطين و ابتلعتها الصهيونية . و هذا ما يجب أن يفهمه كل فرد من أبناء هذه الأمم و أولها مصر ، فليس لنا غير الرق الإقتصادى و تتبعه العبودية السياسية إذا قامت الدولة الصهيونية . عبد القادر المازنى 18-8-1945

الأربعاء، ١١ يونيو ٢٠٠٨

ليلة البيبى دول






ليلة البيبى دول




ليلة البيبى دول ... فيلم على الصعيد الشخصى انتظرته طوال عام كامل منذ أن أعلن صناعه عن بدأ تصويره ، فلقد غيرت شركة جود نيوز من الخارطة السينمائية فى مصر و صارت اسما على مسمى " أنباء سارة " ، تلكم الشركة التى استطاعت أن تدخل بالإنتاج السينمائى فى مصر عصر ما يعرف فى الإقتصاد بالإقتصاد الكبير او الإقتصاد العظيم فانتجت أفلام ( عمارة يعقوبيان ) و ( حليم ) و أخيرا ً و ليس آخرا ً ( ليلة البيبى دول ) كما أعادت أسلوب العمل الجماعى الذى غاب لفترة طويلة جدا ً عن السينما العربية و أعادت للشاشة النجوم الكبار الذين انتبذتهم شركات الإنتاج الأخرى التى تسعى للمادة فقط
بالطبع لا يستطيع ناقد هاوى مثلى نقد فيلم بهذا الحجم المعنوى قبل الحسى فحتى الناقد المحترف او حتى الخبير سيقف طويلا ً أمام فيلم مدته أكثر من 120 دقيقة و لكنى سأبذل قصارى جهدى و إن لم أفلح فسأكتفى بكونى مشاهد سينما لا يشق له الغبار
الفيلم بالأرقام :-
هذا الفيلم هو العمل 67 و الأخير فى مشوار عبد الحى أديب الذى أمتد من سنة 1957 و حتى سنة2008
و هو الفيلم الثالث للمخرج عادل أديب فلقد قدم من قبل ( هستيريا) سنة 1998 بطولة أحمد زكى و عبلة كامل و( أشيك واد فى
روكسى) سنة 1999 بطولة أشرف عبد الباقى و حسين الإمام
و هو الفيلم الرابع الذى تنتجه شركة جود نيوز
و هو الفيلم الأكثر عددا ً من حيث عدد الممثلين بعد أفلام يوسف شاهين( اسكندرية ليه) و( اسكندرية كمان و كمان) و عمارة يعقوبيان حيث بلغ عدد الممثلين ما يزيد عن 15 ممثل و ممثلة و إعلاميان من مختلف أرجاء الوطن العربى ... مصر ، سوريا ، لبنان ، تونس ....
القصة و السيناريو و الحوار :- لشيخ الكتاب المصريين و السيناريست المبدع عبد الحى أديب ، قدم أديب فى آخر أفلامه وجبة فكرية دسمة جدا ً يكفى أنها تثير النقاش بل و لن أكون مبالغا ً إن قلت الجدل و الذى تابع الفيلم جيدا ً و تغلب على سأم التطويل سيجد امامه علامة استفهام كبيرة جدا ً هل يدعو أديب إلى الجانب النظرى من العولمة او الكوكبية فيستدر عطفنا و شفقتنا على العرب و الإسرائيلين و الأمريكيين كلهم على حد سواء و يدعو بنظرة يوتوبية جدا ً إلى حقوق الإنسان المقهور تحت النظم الدكتاتورية و الإستبدادية و التى بدأها أديب بالنازية و انتهاها بالنظام الأمريكى و الذى يعرف إعلاميا بالنظام العالمى الجديد و إن لم يكن هذا غرض أديب فلماذا عرض
المحارق النازية
إحتلال فلسطين و العراق
أحداث 11 - 9 - 2001
على حد سواء ؟ هل الغرض الأساسى للفيلم مهاجمة الأنظمة الدكتاتورية العربية منها قبل الغربية ام نعود إلى أهم جملتين فى الفيلم
جملة فى إعلان الفيلم و تقول " هل يمكن لليلة واحدة من المتعة أن تضمد جراح 60 عاما ً من الآلام ؟ " و جملة أخرى فى بداية الفيلم لا أذكر نصها بالتحديد عن الفرق بين مقاومة الإحتلال و الإرهاب
على الصعيد الدرامى لا أعرف إن كان فشل ام نجاح لأديب أن يربط عدة حوادث و وقائع حقيقية معا ً بنسيج درامى واحد فناشطة السلام التى دهستها الآليات واقعة حقيقية المراسل المسجون فى ابو غريب واقعة حقيقية ... إلخ
ثم أن عبد الحى أديب هو اول من علمنا أن الدراما السيئة من أحد علاماتها أن حذف أحد مشاهدها لا يضر بالإطار العام و هذا هو ما نستطيع أن نفعله بمنتهى البساطة مع قصة ثريا مثلا ً و التى جسدتها نيكول سابا
من أكبر عيوب الفيلم هو جو الإحباط الشديد الذى يجعل العرب طوال الفيلم يتلقون الضربات فقط طوال أحداث الفيلم دون لمحة أمل واحدة ، ماذا يريد أديب من استدرار عطفنا و شفقتنا على اليهود بتدعيم أكذوبتهم عن محارق النازى ؟ أنها إسرائيلية من إسرائيلياتهم العديدة و التى لا يستطيع اى باحث جاد و مدقق إثباتها تاريخيا ً
لولا الجانب الكوميدى فى الفيلم لكان هذا الفيلم هو أكثر أفلام العالم سوادوية
الإخراج حقا ً قام عادل أديب بمجهود جبار و كان مفاجأة بكل المقاييس بالنسبة لتاريخه الإخراجى غير الناضج استطاع عادل التعامل بحرفية غير مسبوقة مع طاقم عمل متعدد الجنسيات و التعامل مع تكنولوجى سينمائية هوليوودية لم يسبقه أحد إليها و التعامل مع طاقم مهول و جبار من الممثلين من حيث عددهم و مكانتهم و امكانياتهم ، كانت إدارته للممثلين متوسطة الجودة رفعت من شأن البعض و أساءت للبعض الآخر و لم تؤثر على الإطلاق على البعض الثالث كما يتضح فى التقييم التالى :-
التقييم التمثيلى و الأدائى و الحركى للممثلين :-
كان ( ليلة البيبى دول ) مباراة تمثيلية بتقسيم الممثلين فيها لفريقين سنجد فوز ساحق لممثلين الجيل الجديد و الممثلين العرب على ممثلين الجيل القديم
محمود عبد العزيز قامة سينمائية كبيرة اشتقنا إليها كثيرا و عادت إلينا بعد غيبة طويلة ربما ليس بالأداء الذى كان يمنينا به محمود عبد العزيز نفسه و لكنها كوميديا محمود عبد العزيز الذى اشتقنا إليها كثيرا ً و وجدناها بل وجدنا أكثر مما كنا نتظره و هو كل ما كان يتطلبه الدور و اى كلمة زيادة أقوم بكتابتها عن ذلك سأسئ إلى مشوار عبد العزيز الفنى الحافل
نور الشريف فى دور شديد الصعوبة كان يستلزم ممثلا ً أكثر خبرة و دراية بالجوانب النفسية و لكنها القاعدة اى دور فى السينما او التلفزيون يتطلب فحولة جنسية او حتى عملية خصى فى واحد من أعنف مشاهد السينما المصرية و أكثرها دموية فأول الأسماء التى تطرح هو اسم نور الشريف اما عن كونه ظهر فى الفيلم عاريا ً تماما ً و لم يكن هناك سوى تظليل حول موضع العورة فلم يكن يستحق كل هذه الضجة المثارة فلقد سبقه فى أداء نفس المشهد و على شاشة التلفزيون و ليس السينما النجم الكبير محمود مرسى و معه رشوان توفيق فى مسلسل ( ابو العلا البشرى ) حيث ظهرا عاريان تماما ً مظللتان عورتهما
فى مشاهد كثيرة تطلبت تدفق المشاعر و العواطف امام حبيبته لم يقدم أكثر مما قدمه من أداء باهت سابق فى فيلم ( العاشقان ) على سبيل المثال و أخرى تطلبت الأداء النفسى الدقيق لم يقدم فيها نور سوى الصراخ المرتفع امام جمال سليمان او محمود حميدة
حقا ً لقد أساء نور إلى نفسه فى المقام الأول كثيرا ً قبل أن يسئ إلى مشاهديه فى هذا الفيلم .
محمود حميدة هذا الفنان المختلف لم يقدم فى هذا الفيلم - للأسف - سوى ما تطلبه الدور الصغير فحسب و لم يحاول بقدراته المذهلة و إمكانياته الجبارة أن يضخم من قيمة هذا الدور الصغير و على هذا لم يزده هذا الفيلم جديدا ً
ليلى علوى قدمت واحد من أسوأ أدوارها السينمائية على الإطلاق بأداء باهت لدرجة مرعبة و حوار يخرج منها بلا أدنى تعبير و كانت بحق فى هذا الفيلم مقدمة نشرة أخبار و ليس كما أرادها سيناريو أديب يهودية أمريكية متعصبة لإسرائيل ضد العرب و تتشدق بمزاعم السلام فلم تخرج الكلمات منها عن اقتناع
جميل راتب قدم فى هذا الفيلم عصارة خبرته الطويلة ليكون عكس ليلى علوى تماما ً و يقنع المشاهد بأداء دور الجنرال قائد سجن ابو غريب و يخرج منه التعصب كما لو كان امريكيا ً حقا ً فلا تصبح مبادئه و أفكاره مجرد كلمات جوفاء بل يقين تشعر فعلا ً أنه يخرج من أمريكى خاصة ً حينما يصرخ آخر الفيلم " بيكرهونا ليه ؟ ... بيكرهونا ليه ؟ "
جمال سليمان نجم سوريا الساطع الذى ابدع فى هذا الفيلم لنكمل مشوار نجاحه و نوصله بمسلسل ( ملوك الطوائف ) مباشرة مسقطين كل ما بينهما من أعمال معتبرينها أعمال فاشلة ( حدائق الشيطان ) و ( أولاد الليل ) و ( حليم ) قدم دوره فى هذا الفيلم بعمق غير مسبوق و بأداء مذهل عن مواطن [ مضروب بالجزمة ] نتاج حقبة ديكتاتورية كاملة مخصى ايضا ً ولكن نفسيا ً يحاول أن يصرخ فى وجه النظام الغاشم و العدو المتربص و لكن تذهب محاولاته سدى فلا النظام يسقط و لا العدو ينهزم ليكون مصرعه فى النهاية مآساة حقيقية تكتمل بها سوداوية الفيلم
أحمد مكى المخرج الممثل و الذى كان فيلم داخل الفيلم هو ممثله و مخرجه الوحيد بأداء مفاجأة بالمقاييس و على كل الأصعدة ليكون نقطة جديدة فى الرهان على الجيل الجديد و عضو جديد فى مدرسة < المشخصين > نستطيع أن نؤكد 100 % أن عادل أديب لو جاء بسائق سيارة أجرة حقيقى و جعله يقوم بالدور لم يكن ليستطيع أن يعبر عن نفسه و عن مهنته و عن بيئته كما عبر أحمد مكى
سولاف فواخرجى السورية الجميلة التى ( حشرها ) المخرجون المصريون فى بادئ الأمر فى دور الفتاة الرومانسية لتتفجر جل طاقاتها فى هذا الفيلم و تؤدى أصعب أنواع التمثيل ألا و هو التمثيل الكوميدى و امام من ؟ امام أحد أهم دعائم الكوميديا العربية الراقية ... محمود عبد العزيز دون تكلف او تشنج بسلاسة مدهشة
درة فى اول الأدوار الجادة بعيدا عن العرى و الإبتذال و الإغراء لتؤكد أن تونس حقا ً بلد المواهب
غادة عبد الرازق خاطفة الأضواء حقا ً لقد لفتت الأنظار إليها و استطاعت رغم صغر الدور أن تؤديه ببراعة منقطعة النظير و قدمت أداء رومانسى فائق بتعبيرات وجهية دقيقة للغاية امام اداء الشريف الباهت و كجمال سليمان انتهى دورها بمآساة حقيقية ابكتنا جميعا ً على مهانة أنفسنا امام أعدائنا
علا غانم فن الأداء الحركى فن عالمى يندر أن يستخدمه الممثل فى مصر لأن الممثل المصرى لا يهتم بجسده و ان أهتم قد لا يستطيع التعبير به و لم يبق فى مصر من يهتم بالأداء الحركى من الجيل القديم سوى محمد صبحى و مدرسته ، قام عادل أديب بإعادة تقديم علا غانم و علمها الرقص التعبيرى لتقدم مشهد واحد مذهل هو بمثابة " رقصة سالومى الأخيرة " لتجسد انتهاك العراق بأداء غير مسبوق
محمود الجندى العملاق الكامن الذى جعله سيناريو أديب يقول ... فيوجز بلهجة عراقية غاية فى الإتقان .
نيكول سابا رغم عدم أهمية الدور الذى قامت به و الذى نستطيع أن نحذفه بمنتهى السهولة من الفيلم دون أن يتأثر الفيلم البتة ، فلقد قامت نيكول بأداء جميل محت به أدوار الإغراء و العرى و الرقص السابقة لتقدم دور سيناريو بدون حوار لم نرى مثله منذ دور ليلى فوزى فى ( ضربة شمس ) لم يعبه سوى الصرخة المتكلفة فى نهاية المشهد
عزت ابو عوف دور قمة فى الفشل و دون بذل اى مجهود يذكر
التصوير لهونج مانلى انجليزى قدم صورة ممتازة و زوايا تصوير بارعة و لكن هناك مصورين مصريين كثيرين بنفس قدراته منهم على سبيل المثال لا الحصر سمير بهزان و رمسيس مرزوق
الديكور للمهندس أيمن فتحى ديكور رائع حاكى الواقع بصورة فوق الممتازة و فوق المأمولة فلم نكن لنصدق أن بهو الفندق فى بغداد ديكور لولا أن أعلنوا هم ذلك و كذلك ديكور سجن ابو غريب ... إلخ
المونتاج منى ربيع مونتيرة متفوقة أجادت أسلوب القطع المتوازى فى مشاهد الشريف مع مكى و عبد العزيز مع سليمان و مشاهد أخرى صعبة


الموسيقى تاج الفيلم و درته .... جوهرة الفيلم الأسطورة التى صنعها الموسيقار الذى بعد هذا الفيلم لم يعد له اى منازع ياسر عبد الرحمن قدم فى هذا الفيلم ذروة ابداعه الفنى فى سابقة فنية لم نشهدها منذ عقود موسيقاه تراها قبل أن تسمعها موسيقى العراق ستشعر معها فعلا بأنك فى العراق ستشعر بالتقصير لضياعه و تندم على ذلك ، موسيقى فلسطين ستجر عليك أشجان 60 سنة ربما لم تعشها ، مقطوعة كان نفسنا ستشعر معها بكل التمنى و الأمل رغم أنها موسيقى لا يوجد بها كلمة واحدة ، مقطوعة الحلم ، مقطوعتا البداية و النهاية ، مقطوعة الغضب ، مقطوعة ابو غريب بكل ما تحمله من ألم و مهانة ليتوج كل ذلك بإعادة تقديم روبى كأول موهبة يقدمها بعد المشوار الجميل مع زوجته السابقة حنان ماضى " حنان السكندرية " و نأمل أن تستمر روبى مع الموسيقار ياسر عبد الرحمن ... أغنية " ليه " التى غنتها روبى من كلمات الشاعر المختلف ابراهيم عبد الفتاح و هو نفس الثنائى الذى نفق لم نفق بعد من آخر روائعه " هو أنت ليه بعيدة كده " لتكون هذه الأغنية أهم ما قدمت روبى بعد رائعتها " مش حاتقدر " و نتمنى كذلك ألا تعود لمسلسل العرى و الإبتذال بعد أن تركت المصيبة المصرية شريف صبرى






محمد ياسر بكر