الخميس، ٥ يوليو ٢٠٠٧

حدوتة فيلم

كان ياما كان و ما يحلى الكلام إلا بذكر النبى عليه الصلاة و السلام فيلم أمريكى اسمه الحارس الشخصى
BodyGuard
الفيلم بطولة ممثل أمريكى متمكن من أدواته كان اول أعماله تحفة من تحف السينما الأمريكية ألا و هو من قتل الرئيس كيندى
Who Is Kill Kindey
هذا الفيلم الذى صنـف أكثر من مرة ضمن أحسن 10 أفلام سياسية و نال العديد من الجوائز ، هل عرفتم ذلك الممثل ؟ أنه الرائع كيفن كوستنر ، شاركه فى بطولة هذا الفيلم المطربة السمراء ذات الصوت الجميل و الأنوثة الرائعة ويتنى هيوستن و التى إنطوت فقط فى السنوات الأخيرة بسبب ظروف إجتماعية خاصة بها
إعتبرت جمعية النقاد الأمريكية و كثير من النقاد العالميين عودة إلى الأفلام الرومانسية الحالمة و التى قلت بشدة فى هوليوود فى السنوات الخمس عشر الأخيرة
عــُرض الفيلم لأول مرة عام 1998 الفيلم قصته بسيطة عن مطربة مشهورة تهدد بخطر الإغتيال تمتلك بالفعل حارس شخصى و لكنه من نوع ردئ يشبه ( قباضيات الكابريهات ) عندنا فى مصر لذا تفكر فى الإستعانة بمحترف
يرفض فى البداية الحارس المحترف القيام بحمايتها لأنه كان يقوم فى السابق بحماية الرؤساء و كان آخرهم الرئيس كيندى و عندما أغتيل و لم يستطع حمايته سبب له هذا عقدة نفسية - تقصير فى العمل - فكيف الآن يعمل على حماية مطربة يقنعه صديق له بأن يعود للعمل حتى يخرج من الحالة النفسية السيئة التى هو فيها و يعود للحياة العملية يتولى حمايتها و يتعرض للكثير من المشاكل منها مضايقة حارسها الأول و لصلفها و تكبرها و خوفها الشديد على إبنها ينجح فى حمايتها من عدة محاولات إغتيال تقل خلالها أسلوبها السئ و العصبى فى المعاملة و يقعا فى حب بعضهما البعض وفى نهاية الفيلم عندما ينجح فى قتل القاتل المحترف و يتضح أن شقيقة المطربة هى من إستأجرت القاتل عندما كانت ثملة ذات مرة فى إحدى الحانات و توضع نهاية شعرية لهذه المرأة عندما يغتالها القاتل بدلا ً من هدفه المنشود عن طريق الخطأ

نجح كوستنر فى تشخيص الحارس الشخصى المحترف الذى يحافظ على لياقته البدنية و لا يدخن أو يتعاقر الخمر فهو لا يشرب سوى عصير البرتقال بشكل يكاد يكون مفرط و يستطيع ضبط نفسه إلى حد البرود فى حالات الغضب و لكن هذا القناع الجليدى كان يذوب فى لحظات العشق الساخنة ، حارس محترف يستطيع إطلاق النار على الهدف بإستخدام حاسة السمع فقط

ينتهى الفيلم بنهاية من نوعية ( مافيش فايدة ) فبعد أن يفقد الحارس الأول إحدى عينيه و يصاب كوستنر فى ذراعه إصابة بالغة يودع حبيبته المطربة و يعود لحياته العملية بقوة فنراه فى مشهد النهاية يقوم بحراسة أحد المنشقين عن
! عصابات المافيا
بهرت الناس فكرة المرأة الضعيفة التى تحتاج ( رجلا ً ) يحميها و يذود عنها الأخطار كما الفرسان فلم تكن فقط عودة للرومانسية الرقيقة الحالمة و إنما ايضا ً نوع جديد من الرومانسية
لن يكفى الفيلم كلام و لن يستطيع شخص مثلى بأدواتى النقدية البسيطة أن ينقد الفيلم
و لكنى سأتكلم عن جانب آخر و هو أثر هذا الفيلم فى السينما المصرية قد يعتبر البعض هذا الموضوع عبثى او أقل شأناً من أن نتحدث فيه و لكن مثل هذا الفريق غير جدير بالرد عليه لأنه يقلل من شأن سينما عمرها 75 سنة
لا مانع ابدا أن يعيد مخرج ما قصة فيلم آخر فى صياغة جديدة و رؤية جديدة تحمل بصمته و لكن من غير إدعاء كاذب بأن هذا فيلمه هو بدون ذكر مصدر الإقتباس
بدأت اولى محاولات إقتباس فيلم ( الحارس الشخصى ) الأمريكى على يد ممثل فاشل أرحنا و أختفى منذ سنين إسمه يوسف منصور ، هذا اليوسف فى الأساس لاعب إحدى الرياضات القتالية - لا أدرى حقيقة ً ما هى على التحديد - قرر التوجه لعالم السينما منذ الثمانينيات

اولا ً انا متفق تماما ً مع دخول حرفى ما مجال التمثيل إذا ما تطلبت القصة ذلك بمعنى إذا كانت قصة الفيلم عن لاعب كرة سلة مثلا ً فالأسهل أن يأتى المخرج بلاعب سلة و يعلمه التمثيل لا أن يأتوا بممثل و يعلموه كرة السلة و ذلك كما حدث نجم السلة العالمى مايكل جوردون و لم يصبح جوردون ممثلا ً محترفا ً بعدها و كانت بطولة أحمد زكى لفيلم النمر الأسود خاطئة فالفيلم عن ملاكم هذا غير أن الفيلم مقتبس عن سلسة الأفلام الأمريكية الشهيرة ( روكى بالبوا ) للمتألق
( سيلفستر ستالونى )
نعود لأولى محاولات الإقتباس على يد يوسف منصور و لكن نذكر محاولات الإقتباس العالمية الفيلم الأمريكى

Black Jacket
للمخرج الصينى جون ووه و بطولة دولف لاند جرين و الفيلم الهندى ( ميثون شيكربورتى ) فى الإقتباس المصرى الفيلم يدعى ( بدر ) و تحته عنوان ( أدخلوها بسلام آمنين ) و الفيلم من تأليفه و إخراجه و كأنه لا يكفى أن يمثل بل و يخرج ايضا ً و تشاركه البطولة ملكة جمال مصر فى وقتها إنجى و يدور حول ضابط حراسات خاصة إعتزل المهنة بسبب مقتل حبيبته و يعود لحراسة نجمة أجنبية تزور مصر فى جولة سياحية و هناك محاولات لإغتيالها ثم يقع فى حبها الفيلم مقتبس و ساذج و يحمل دعاية فجة عن أمن مصر و المؤامرات التى تحاك ليل نهار ضدها و كأن الذى يتحدث هو مسؤول العلاقات العامة بوزراة الداخلية
بعد ذلك بعدة سنوات جاء فيلم ( رحلة حب ) بطولة المطرب محمد فؤاد و النجمة الشابة فى أول أدوارها مى عز الدين ليقتبسوا فقط مشهد واحد فى نهاية الفيلم إلا و هو مشهد الطائرة و وقوفها و الترجل منها و حتى ذراع البطل فى
! الجبيرة و قام محمد فؤاد بالغناء بدلا ً من ويتنى
بعدها بسنوات جاء فيلم ( كود 36 ) ليقتبس من الإقتباس على يد مخرج فاشل يدعى أحمد سمير فرج و بطولة النجم الشاب مصطفى شعبان و المطربة اللبنانية التى تمثل لأول مرة بشكل جدى و على نطاق شهير مايا نصرى فلقد سبق أن قدمت فيلم لبنانى مغمور إسمه ( طيف المدينة ) فنشأة هذه الفناة مسرحية قبل أن تكون غنائية و السيناريو لأفشل سيناريست على وجه الأرض و الذى ما أن ترى أسمه على الإعلان حتى تدرى إنك سترى شيئا ً من إثنان اما فيلم مسروق او فيلم مفصل على مزاج البطل يضاف له اى مشهد او يحذف منه اى مشهد تضاف او تحذف ايضا ً جمل و إفيهات و هذا السيناريست هو نادر صلاح الدين و للأسف فيلم ( كود 36 ) مزيج من الإثنان معا ً فخرج السيناريو مهترئا ً ممزقا ً غير منطقى و غير مبرر و لاتوجد به اى حبكة درامية على الإطلاق و صنع منه المخرج الفاشل أسوأ الأفلام التجارية - و على هذا سيلقى بإذن الله فى قاع السينما المصرية - اما عن أداء الممثلين فهو كالتالى
مصطفى شعبان ممثل جيد يصر على عدم إستخدام أدواته إلا نادرا ً و القيام دائما ً بالأدوار الفاشلة و منذ فيلم ( مافيا ) و مصطفى يرى فى نفسه كفاءة القيام ببطولة أفلام الحركة و يصر على عدم القيام بغيرها رغم إن مصطفى قام فى الماضى بأدوار جميلة على يد مخرجين عظام مثل دوره فى فيلم ( سكوت حنصور ) مع العملاق يوسف شاهين و أبرع رغم صغر الدور و تألقه فى ( النعامة و الطاووس ) مع محمد أبو سيف و هذا على سبيل المثال لا الحصر و رغم هترئة السيناريو إلا أن مصطفى إستطاع القيام بشخصية [ كاركتر ] ضابط الحراسات الخاصة ببراعة منقطعة النظير من حيث أسلوب و طريقة الكلام و الملابس و طريقة التعامل و الإمكانيات القتالية و المظهر العام للضابط اى ضابط
مايا فى رأيى قامت بأفضل ما يمكن فعلى أساس أنه أول بطولة لها و أن المخرج فاشل فلقد قامت مايا بإنجاز حقيقى :- صدق فى الأداء بساطة فى التعبير إجادة تامة للهجة المصرية
بالطبع فشل فيلم ( كود 36 ) تجاريا ً و فنيا ً و سقط سقوطا ً مدوياً
بعد هذا الفيلم بشهور جاء فيلم ( تيمور و شفيقة ) ليقتبس فقط التيمة الأساسية للفيلم و الكاركتر المصرى ضابط حراسات يتولى حماية فتاة القصة بالطبع مختلفة تماما ً و سنفرد لهذا الفيلم بوست كاملة فيما بعد
لا أعلم إلى متى سيظل الفيلم الأمريكى ( الحارس الشخصى ) هاجسا ً مسيطرا ً على بعض الأفلام المصرية و بشكل عام إلى متى سيظل الإقتباس الذى يصنف على أنه سرقة مادام لم يذكر صناعه مصدر الإقتباس و لو شفاهية ً كما حدث مع فيلم ( التوربينى ) الذى ذكر صناعه فى أكثر من لقاء أنه عن الفيلم الأمريكى
Rain Man
أرجو من صناع السينما المصرية الكف عن سرقة الأفلام العالمية حفاظا ً على سينمانا الغالية


محمد ياسر بكر