الجمعة، ٧ يناير ٢٠١١

أعز أعدائى ... ألد أصدقائى !!!

أكتب الأن بعد مرور 7 أيام من أحداث الإسكندرية المؤسفة و انا أتابع بمنتهى الأسف الأحداث التى مرت بمصر منذ الساعة 12:20 من أول أيام هذه السنة الجديدة و حتى لحظة كتابة هذه السطور ، أستطيع الآن أن أعلن لكم الإنتهاء التام لمدنية نظام الحكم المصرى كان البعض يعتقد موته منذ سنين و لكنه الآن قد انتهى تماما ً و دخل فى موت إكلينيكى او سريرى لكى أعطى لكم و لنفسى بعض الأمل انه قد يستيقظ يوما ً ما ً نحن الآن تخطينا عصر الدولة الديكتاتورية و ندخل بنجاح باهر عصر الدولة الديكتاتورية الهمجية التى لا تهتم بالمدنية و لا المواطنة ، المشكلة فى مصر بين المسلمين و المسيحيين مشكلة سياسية و ليست دينية كما قال علاء الأسوانى فى رواية شيكاجو على لسان ناجى عبد الصمد فى مواجهة أكرم الجراح المسيحى المهاجر المشكلة أصبحت مشكلة أقلية أعتقد أن نهاية المشهد العام كانت فى إجتماع كل مقدمى البرامج الحوارية و نخبة من إعلاميو مصر المتميزين فى برنامج المصريون من كاتدرائية العباسية و تم بثه على عديد من القنوات .
اولا ً على المسلمون أن يتذكروا قول الله تعالى :
{ و لن ترضى عنك اليهود و لا النصارى حتى تتبع ملتهم قل إن هدى الله هو الهدى و لئن اتبعت أهواءهم بعد الذى جاءك من العلم مالك من الله من ولى و لا نصير }
البقرة 120
و لقد قال الشيخ الشعرواى رضى الله عنه فى هذه الآيةأن تكرار النفى يعنى أن رضا اليهود غير رضا النصارى و أن اتباعنا لملتهم مرفوض تماما ً تحت اى ظرف من الظروف بحجة التقارب معهم و ما تفعله الدولة الآن هو أنها تتبع ملتهم ،
و كذلك قوله تعالى :
{ يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود و النصارى أولياء بعضهم أولياء بعض و من يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدى القوم الظالمين }
سورة المائدة 51
قال عنها فضيلة الشيخ أنها حكم تكليفى فما دمنا قد آمنا بالله فكل من نقدح فى إيمانه بمخالفته لمنهج ربه لا يصح أن يكون مؤتمنا ً على نصرتنا لأنه لم يكن أمينا ً على ما معه فهل نتوقع منه أن يعيننا على الأمانة التى معنا و هى إخراج الضلالات من البشر ؟ لا لأنه لم يكن أمينا ً على ما نزل عليه من منهج و الولاية نصرة و النصرة انفعال الناصر لمساعدة المنصور و هل تجد فيهم انفعالا ً لك ينصرك و يعينك او يتظاهرون بنصرتك و لتعلموا أنهم سيفعلون ما قاله الحق : { لو خرجوا فيكم ما زادوكم إلا خبالا ً } و من يتخذهم نصراء و معينين فلابد أنه يقع فى شرك النفاق لأنه سيكون مع المسلمين بلسانه و مع أعداء الإسلام بقلبه .
إذن ماذا علينا أن نفعل ؟ بالطبع حادث الإسكندرية مرفوض جملة ً و تفصيلا ً فلو لم يكن هذا إرهابا ً فما هو الإرهاب ؟ و لو مرتكبيه مسلمين فقد ارتكبوا ذنبا ً عظيما ً و كبيرة من الكبائر و و إن كانوا مسيحيون فلن تعلن وزارة الداخلية ذلك لأننا لم نعد دولة مدنية ،
الإسلام أمرنا فى قوله تعالى :
{ لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم فى الدين و لم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم و تقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين }
الممتحنة 60
فالله يحب المنصفين الذين ينصفون الناس و يعطونهم الحق و العدل من أنفسهم فيبرون من برهم و يحسنون إلى من أحسن إليهم كما ذكر الطبرى فى تفسيره .
و على هذا فلو أننا فى دولة مدنية تحترم نفسها فكل المطلوب مننا أن نبحث بمنتهى الجدية عن مخططين العملية و نقدمهم لمحاكمة عاجلة بما أن المنفذين قتلوا على أرجح تقدير و من الأصل وزارة الداخلية لم تأخذ تهديد القاعدة مأخذ الجد و بكده احنا خنا نصارى مصر لأننا بيننا و بينهم عهد و لم نقم بتوفير الحماية اللازمة لهم .
الداخلية تتعامل مع الأمر بمنطق شيخ الخفراء فين المنشأة المطلوب حمايتها وقف عليه خفير !! لكن أين تحريات الداخلية و استخباراتها و جهاز أمن الدولة اللى مش فالح غير فى نفخ الإخوان المسلمين و المعارضين و شباب البرادعى و 6 ابريل .
مصر لم تعد دولة مدنية 70 مليون مواطن بيستجدوا و يطلبوا عطف 10 مليون مواطن على أقصى تقدير ... دولة كاملة بكل سياسييها و مثقفيها و فنانيها و كتابها و صحفييها و اعلامييها بتطلب السماح و الرضا من النصارى .
و الإرهاق و التعب اللى فيه الداخلية تستحقه و تستاهله الداخلية اللى ما نمتش بقالها أسبوع تستاهل لأنها ماشفتش واجبها من البداية .
مصر لم تعد دولة مدنية عندما ارتضت أنها تسلم مواطنتين ايا ً كانت مشكلتهم للكنيسة كأنها بتسلمهم لسفارة دولة أجنبية !!!! النصارى بيطالبوا بدولة مدنية و هم مغرضون عندما صدر حكم محكمة القضاء الإدارى بالزواج الثانى قالوا انه تدخل فى الشأن المسيحى بالرغم من أن المحكمة مش بتحكم من مزاجها و إنما بناء ً على لوائحهم هم ثم لو لم تكن الكنيسة ترتضى حكم الدولة لماذا من الأساس كلفوا محامى يمثلهم يقف فى المحكمة و لا عشان فى الآخر الحكم ماطلعش على هواهم بيقولوا عاوزين رئيس مسيحى او رئيس وزراء مسيحى ماشى نخلى مصر دولة ديمقراطية محترمة و مسيحى يرشح نفسه و ليخرج كل نصارى مصر عن بكرة أبيهم و ببطاقاتهم الشخصية و ليست الإنتخابية و ليعطوه أصواتهم و ليصوت معهم من المسلمين المنافقين كل من يشاء فى انتخابات فى منتتهى النزاهة هل سيفوز مرشحيهم ؟؟؟
مصر انتهت مدنيا ً خلاص و صدق النصرانى الذى علق فى احد الصحف الإلكترونية على أحد أخبار أحداث الإسكندرية قائلا ً : شكرا ً أيتها القاعدة عليتوا صوتنا .


السبت، ١ يناير ٢٠١١

مقتل شحاتة

الأزاريطة ... درس خصوصى و عناء العودة للمنزل ( 1 - 2 )

لا أذكر كيف رأيته او لمحته او لعله هو من فعل و رآنى ، المهم اننى قد سعدت لرؤيته ، دائما ً أسعد لرؤياه و أفرح لسؤاله عنى و اهتمامه بى على الرغم من أن هذا قد يعتبر للكثيرين تصرف عادى و سلوك طبيعى من اب تجاه ابنه و لكنى لا أعتقد أن شعورى هذا يماثل شعور أقرانى ، مع العلم أننى لم أكن طفلا ً حينها بل بلغت مبلغ الفتيان حيث كنت فى عامى الدراسى الأخير فى المرحلة الإعدادية فى أواخر سنة 1998 و قد أتممت منذ شهور عامى الثالث عشر فى هذه الدنيا .

أواخر السنة فى الإسكندرية عموما ً تعنى برودة الجو التى تنعكس على الحالة المزاجية للسكندريين و العلاقات الإجتماعية بين بعضهم البعض التى تبرد و تفطر بدورها - رغم رغبتهم فى الوصل - فترى الناس يسعون حثيثا ً للدفء العائلى و الإجتماع حول مائدة واحدة تجمعهم تضم الوجبات الساخنة التى تبدد رجفة البرد التى تهز أوصالهم .

كنت فى الأزاريطة فى درس خصوصى فى اللغة الفرنسية ، و كانت المرة الثانية فى مشوارى الدراسى التى أطلب فيها مدرس خصوصى لينتشلنى من نكبتى ، و المدرس كان أ / عادل مكسيموس المدرس ذائع الصيت فى الإسكندرية و أحد دعائم اللغة الفرنسية فى كلية سان مارك .
أواخر سنة 1998 لم نكن نعلم انا و لا اى من أسرتى أن الفرج قد أقترب و أن ضائقتنا المالية التى امتدت من أواخر سنة 1994 و حتى بدايات 1999 يكتب لها القدر الفصل الأخير .
لم يكن الدرس لى وحدى بالطبع و إنما كنا مجموعة من 5 أفراد ، ثلاثة و انا منهم ننتمى لـ

الأزاريطة ... درس خصوصى و عناء العودة للمنزل ( 2 - 2 )

مدرسة سان جبرائيل و الآخران لكلية سان مارك و أحدهما هو صاحب الدار .
رفيقى أحدهما أبله لا أستسيغه و الآخر لم أكن حينها أعرفه جيدا ً و لم أكن ايضا ً أعرف أن علاقتى به ستمتد لأربع سنوات قادمة ، صاحب الدار لا أذكره نهائيا ً الآن و كأننى لم ألتقى به من قبل و الآخر شخصية مستفزة متكبرة و متعالية لا شاغل لها طوال الوقت - قبل الدرس و بعده - سوى إهانة رفيقى الآخر الأبله .
كنت كعادتى منذ ولدت لا أختلط بأحد او اهتم بالحديث او مد جسور اى علاقة مع اى أحد و لكنى كنت مضطر لمرافقة هذه المجموعة - التى أمقت مرافقتها و السير معها بشدة - عندما يكون هناك تصوير ضوئى لأوراق دراسية فأذهب مرغما ً لأحصل على نسختى .
فى تلك الليلة أحمد الله أننى كنت وحيدا ً دون هذه الرفقة و رأيت ابى واقفا ً أمام جمعية الشبان المسيحيين بعدما تبادلنا التحيات شكر بيده و بتمتمة خافتة موظف الإستقبال بالجمعية فلقد ابى يظن أن الدرس فى الجمعية ، كان ابى يرتدى سترة شتوية ثقيلة بياقة فرو و لكن لم يكن لونها - البنى الفاتح - و لا طرازها من النوع الذى يليق بابى فلقد كانت تبديه رث الحال و كنت أحب أن أراه دائما ً متأنق و فى أبهى صورة و أفضل حال .
كانت لى علاقة أخرى بالأزاريطة ، فلقد قضينا فترة طويلة انا و امى و اخوتى نستقل من هناك من ميدان الخرطوم بجوار مجمع الكليات الطبية إحدى الحافلات الذاهبة للعجمى - وقتما كان هناك موقف كبير لم يعد موجودا ً هذه الأيام - ، و كانت فترات إنتظارنا فى الآزاريطة قد تمتد حتى الساعة الخامسة مساءا ً ، و قد تقوم أمى بالتسوق من جزء شبه شعبى بالأزاريطة مازالت حتى الآن بحنين و شجن غريبين كلما مررت بهذا الجزء من الأزاريطة و أشعر احيانا ً أن لهذه المنطقة رائحة لا يشمها أحد سواى .