السبت، ١ يناير ٢٠١١

الأزاريطة ... درس خصوصى و عناء العودة للمنزل ( 2 - 2 )

مدرسة سان جبرائيل و الآخران لكلية سان مارك و أحدهما هو صاحب الدار .
رفيقى أحدهما أبله لا أستسيغه و الآخر لم أكن حينها أعرفه جيدا ً و لم أكن ايضا ً أعرف أن علاقتى به ستمتد لأربع سنوات قادمة ، صاحب الدار لا أذكره نهائيا ً الآن و كأننى لم ألتقى به من قبل و الآخر شخصية مستفزة متكبرة و متعالية لا شاغل لها طوال الوقت - قبل الدرس و بعده - سوى إهانة رفيقى الآخر الأبله .
كنت كعادتى منذ ولدت لا أختلط بأحد او اهتم بالحديث او مد جسور اى علاقة مع اى أحد و لكنى كنت مضطر لمرافقة هذه المجموعة - التى أمقت مرافقتها و السير معها بشدة - عندما يكون هناك تصوير ضوئى لأوراق دراسية فأذهب مرغما ً لأحصل على نسختى .
فى تلك الليلة أحمد الله أننى كنت وحيدا ً دون هذه الرفقة و رأيت ابى واقفا ً أمام جمعية الشبان المسيحيين بعدما تبادلنا التحيات شكر بيده و بتمتمة خافتة موظف الإستقبال بالجمعية فلقد ابى يظن أن الدرس فى الجمعية ، كان ابى يرتدى سترة شتوية ثقيلة بياقة فرو و لكن لم يكن لونها - البنى الفاتح - و لا طرازها من النوع الذى يليق بابى فلقد كانت تبديه رث الحال و كنت أحب أن أراه دائما ً متأنق و فى أبهى صورة و أفضل حال .
كانت لى علاقة أخرى بالأزاريطة ، فلقد قضينا فترة طويلة انا و امى و اخوتى نستقل من هناك من ميدان الخرطوم بجوار مجمع الكليات الطبية إحدى الحافلات الذاهبة للعجمى - وقتما كان هناك موقف كبير لم يعد موجودا ً هذه الأيام - ، و كانت فترات إنتظارنا فى الآزاريطة قد تمتد حتى الساعة الخامسة مساءا ً ، و قد تقوم أمى بالتسوق من جزء شبه شعبى بالأزاريطة مازالت حتى الآن بحنين و شجن غريبين كلما مررت بهذا الجزء من الأزاريطة و أشعر احيانا ً أن لهذه المنطقة رائحة لا يشمها أحد سواى .

ليست هناك تعليقات: