الخميس، ٢٠ سبتمبر ٢٠٠٧

فارس الكلمة الرخيصة

مسرحية سياسية لسمير غانم لهذه المسرحية قصة ، كان اسم المسرحية فى بادئ الأمر ( فارس بنى خيبان ) و المعنى واضح استيقظت مصر لتجد صور رئيس الجمهورية على الأفيش ملصوقة بدلا ً من صور سمير غانم بإعتباره (فارس بنى خيبان ) و سأترك لك مهمة البحث و التخمين من رئيس الجمهورية المقصود !!! و على الفور أمرت الرقابة بإضافة حرف واو العطف لتغيير المعنى و كل أفيش أصبح يحرسه جندى من الشرطة !!!! و أصبح اسم المسرحية ( فارس و بنى خيبان )
- انا الخير و هو الشر ... انا الإنسان و هو الحيوان
انا اول واحد قلت له فى وشه أنت فارس بنى خيبان
أنت فارس الكلمة الرخيصة اللى حروفها بتنقط نفاق و تزلف و استرزاق ، من يومين دخلت له المكتب فى الجورنال
ده جورنال يرضى ربنا ؟
الجورنال هو تاريخ الشعب اليومى .... ده منظر جريدة تشرف جيلنا ؟
يعنى احنا مثلا ً محتاجين الكلمات المتقاطعة اللى بتضيع وقت الموظفين ؟
محتاجين لحظك اليوم اللى كله كذب و دلع ؟
محتاجين لإعلانات النفاق و التأييد و الإثارة و التشهير بالناس و ولاد الناس ؟
محتاجين لمشاكل الفنانين و فضايحهم و راحوا فين و اجوزوا مين و ناويين يتعشوا فين بعد 4 سنين !!؟
يبقى فاضل إيه فى الجورنال ؟
مافيش غير الحاجة الوحيدة المكتوبة بصدق و أمانة .... الوفيات !!!
15 ألف جورنال و 20 ألف مجلة و كله بياخد من بعضه الفالح فيهم اللى بيكذب ...
تحت الوفيات أخبار الإذاعة و التلفزيون - أسعار العملة ... الدولار - الكوسة ... القلقاس
طب كلمة حق يا راجل عن سعر الناس
و كفاية - بينى و بينك - احنا فقدنا الرحمة و الإحساس
دى الزوجة بتخرط جوزها يا خلق .... و الواد قتل أمه و ابوه
مع إن الكلب ، الكلب بحق .... ماعضش ودن أخوه
و الأم بتدبح ابنها قال علشان بتحب
ده شئ ينقال ... ياعم جرى إيه فى الدنيا ؟
يعنى أسأل مين ؟ أسأل متقال ؟!!
طب إيه اللى بيحصل ده ؟ و اللى حصل ده فى لبنان ؟ و إيه اللى كان جرى بين العراق و إيران ؟
مش هبل ده و لا دى خيبة يا خلق ؟
ما يفوقوا ... يعقلوا
ده الكلب حتى الكلب ما عضش ودن أخوه
إذا كنا حانفضل على ده الحال
العيشة و الله حتبقى محال
و غطونى بقى فى الحال

عصفور المطر

غناء :- حنان ماضى
ألحان :- ياسر عبد الرحمن





التوعية و التعليم الزيجيين و الثقافة الأسرية

ظهر منذ عدة سنوات مصطلح ( الثقافة الجنسية ) و نادى بتطبيقه قوم من المصريين ( إعلاميون و أطباء و فنانين ... إلخ ) دون أن يوضح اى من هؤلاء  القوم  ما يعنيه بهذا  المصطلح او آلية او منهج لتطبيق هذا المصطلح النظرى إلى واقع عملى تناول بعد ذلك الموضوع الكثير من المثقفين و ذوى العلم و كذلك بعض الأعمال الفنية السينمائية اما بالموافقة او بالمهاجمة اما انا فسأتناوله بشكل علمى بحت
اولا ًماذا تعنى هذه الجملة ؟ هذه الجملة تعنى فى نظر بعض المنادين بها إلى تعليم الأمور الجنسية اما بشكل مطلق او فى مناهج التعليم المدرسى و من يدعو إلى هذا هو بلا أدنى شك داع ٍ إلى فجور و إباحية لا ريب فيهما ، هذا من منطلق اى مقياس أخلاقى لأى أمة من الأمم و اى شعب من الشعوب اما معنى الجملة لغويـــا ً فأكثر إبهاما ً و غموضا ً فالثقافة لدى العامة تعنى المخزون المعرفى لشخص ما و لدى العلماء خاصة علماء الإجتماع 
منهم تعنى العادات و التقاليد و الأعراف لمجتمع ما و التى يؤمن بها الفرد الذى يعيش بهذا المجتمع اما الشق الآخر من الجملة فيعنى الممارسات الزيجية العضوية
و المعنى فى كلتا الحالتين لدى العامة و الخاصة بل و خاصة الخاصة ينذر بالخطر لأنه فى الحالتين سيكون لدينا ممارسات يؤمن بها شخص ما تبعا ً  للعادات و التقاليد التى نشأ عليها او التى تلقاها تعليمياً او تربويا ً و كل هذه الحالات تحتمل فى جانب كبير منها السئ و الضار 
ثانيا ً:- لماذا أكتب فى هذا الموضوع ؟ أكتب للأسباب التالية 
إرتفاع معدل الطلاق بين الزيجات الحديثة بمصر
زيادة نسبة الأمراض الوراثية ( بغض النظر عن أن مصر تعج بالأمراض بشكل عام
غياب الأمن الإجتماعى كمنظومة شاملة و كاملة و ما يتضمن ذلك من تفكك أسرى لعدم إتفاق الزوجين و إختلافتهما و شجاراتهما الدائمة
بعد هذه التقدمة أشرح موضوعى ، انا لا أتفق البتة مع مصطلح ( الثقافة الجنسية ) لأنه مصطلح متخلف و رجعى اما مضمون ما يدعو إليه البعض تحت هذا المصطلح فايضا ًأرفضه لأنه إباحى .... حسنا ً إلى ماذا أسعى ؟ سأضع مصطلحات علمية ثم أشرحها
تعليم زيجى
توعية زيجية
ثقافة أسرية
اولا ُالتعليم الزيجى و التوعية الزيجية و أقصد بهما تعليم الشاب و الفتاة المقبلين على الزواج حقوق الزوجة على الزوج و حقوق الزوج 
على الزوجة و هذه الحقوق تشمل الحقوق المادية و المعنوية و النفسية و العضوية ( بترتيب الأهمية ) و ذلك من النواحى العقائدية و الأخلاقية و الإجتماعية و القانونية و الصحية
و كذلك طريقة التعامل بين الزوج و الزوجة و ذلك فن قلة هم من يلمون به و متطلبات الحياة الزوجية و التهيئة النفسية و البدنية لبدء حياة جديدة مع شخص جديد
بالطبع قد يعتبر البعض كل ذلك نوع من المبالغة و لكن ذلك لأنه من البداية نظام التعليم ما قبل الجامعى عندنا فى مصر فاشل فمعظم ما سبق قابل للتعلم فى الصغر ما عدا بالطبع الممارسات الزيجية 
العضوية ، إذن أين يمكن تعلم ذلك ؟ يجب أن يتم ذلك فى مراكز متخصصة تتبع المؤسسات الجامعية او مجموعة من الوزرات كالصحة
و السكان و الشئون الإجتماعية او التضامن الإجتماعى ... إلخ على يد نخبة من الأطباء و الإجتماعيين و الحقوقيين  
إذا إتفقنا على ما سبق يتبقى نقطة واحدة انا متأكد من ترددها فى أذهانكم ألا و هى الممارسات الزيجية العضوية ، قد يتساءل سائل و 
لماذا من الأساس يتم تعلم مثل هذه الأمور حتى و إن كان قبل الزواج فى مراكز متخصصة فذلك الأمر فطرى و ابى و امى لم يتعلماه 
حتى ينجبانى و كذلك جدى و جدتى لم يتعلماه لينجبا ابى و امى ... إلخ فلماذا يتم تعليمه أصلا ً ؟
سأرد على ذلك السائل بشكل علمى تماما ً ، الموضوع ليس إنجاب و حسب فنحن بشر و لسنا حيوانات لنا أحاسيس و مشاعر و عقل
لا نتناكح للتكاثر فحسب و إنما لإعتبارات أخرى كثيرة كما أن الفطرة تختلط فى كثير من الأحيان بالموروث الثقافى و ما قد يحمله من عادات
 سيئة و ربما ضارة كما أن المرء و خاصة فى مصر نجد أن مراجعه فى ذلك الأمر اما مرجع سماعى مستاق من خبرات الآخرين
و حكايات كالأساطير و اما مرجع شفهى من الرفقاء او الأسرة و كلاهما غير متخصص علميا ً و سأضرب مثلا ً يقرب الأمر إلى الأذهان
، لا يوجد شخص اى شخص لا يعرف محطة القطار فى بلده و إلا كان أبلها ً و لكن كم منا يعلم جميع مواعيد قيام و وصول القطارات
المختلفة و كم منا يلزمه فى كل مرة أن يسأل المسئول عن ذلك ؟
بقى أمر أخير إلا و هو الثقافة الأسرية و أقصد به الإهتمام بالأسرة المستقبلية بالكشف الطبى على الزوجين من الأمراض الوراثية خصوصا ًو
الأمراض الأخرى عموما ً فمن الظلم كل الظلم أن يتحمل أحد الزوجين المشاكل الصحية للزوج الآخر و تعليم الزوجة كيفية التعامل
مع الحمل الأول و كذلك تعليم الزوج كيفية تعامله مع زوجته الحامل و كيف يساعدها و كيف يستقبلا سويا ً اولى أطفالهما
بهذا التعليم الشامل نستطيع أن نعبر باى شخصين مقبلين على الزواج كل الحواجز و الحوائل الخطرة و نصل بهما زوجين سعيدين إلى بر الأمان
بدون مشاكل او أمراض او خلافات او اى سبب يؤدى إلى الطلاق فلقد فحصنا قبل الزواج كل أسباب التناقض و الخلاف و وصلنا
تقريبا ً إلى الإتفاق الكامل ليبدءا سويا ً حياة جديدة

مــحـــمــد يــاســر بــــــــكـــــــــر   


مشوار طويل

مشوار طويل فى وسط ليل ما فيهوش قمر
و قلبى تايه إحساس بغربة بين البشر
و انا وحدى بامشى فى سكتى / مولود بعافر بانتصر
وآه عزيمتى بتنكسر
أقف و أكمل خطوتى
الاقى هدفى فى قصتى
شايف فى آخر الضلمة نور
لو حاشنى سور أهده هد
إحساس بجد
بانى حاوصل من غير ما قلبى يساعده حد
مشوار طويل مشوار طويل
مشوار طويل مشوار طويل


غناء :-فريق واما

من فيلم تيتو لطارق العريان

قراءة سينمائية :- فيلم 45 يوم

فيلم 45 يوم ... حدوتة سينمائية جميلة و لكن نقصها الحبكة الدرامية الفيلم بطولة النجم الشاب أحمد الفيشاوى و الفنانان القديران عزت أبو عوف و غادة عبد الرازق و الفيلم من إخراج أحمد يسرى فى أولى تجاربه الإخراجية
الفيلم متوسط الجودة الدرامية فكما ذكرت تنقصه الحبكة فخرج الفيلم ضعيف المستوى لكونه اول فيلم للمخرج و أولى السيناريوهات المثقبة للسيناريست الكبير محمد حفظى
القصة :- قصة الفيلم لـ صلاح سرحان و أحمد يسرى يذكر اولا ً أن صلاح هو نجل الفنان الكبير شكرى سرحان ولقد شارك فى فيلم ( النعامة و الطاووس ) كممثل لأول مرة ثم عمل كمعد لبرنامج على قناة النيل للمنوعات كان من إخراج أحمد يسرى مخرج الأغانى المصورة
Clips
فى ذلك الوقت و ظلا يعملان معا ً فى ذلك البرنامج حتى أتهما ببعض التجاوزات المالية ثم كانت مشاركتهما الأولى فى كتابة قصة فيلم فكان 45 يوم
القصة جديدة ابطالها شخصيات من لحم و دم و لكنهم يظهرون للمرة الأولى على شاشة السينما التى إعتادت ظهور الشخصيات التقليدية السخيفة القصة تدور حول طيار ( عزت أبو عوف ) الذى يتزوج من ( غادة عبد الرزاق ) و عندما تنجب الأخيرة طفلا ً فى شهرها السابع يشك الزوج فى سلوك زوجته و هو أمر شائع الحدوث فى مجتمعنا من قــِبل من يعملون بمهن تجبرهم على الغياب عن منازلهم لفترات طويلة [ كالطيارين و القباطنة و البحارة و ضباط الجيش و رجال الأعمال كثيرى السفر ] كما يكره ابنه ذلك و يمقته ثم يرزقهما الله بابنة فيحبها الأب أكثر من الإبن بل و يبعدها عن أخيها مع إستمرار شكه فى زوجته - اولى عيوب القصة - يتخلى عن ابنه فور وقوعه فى مشكلة و يتركه يدخل الإصلاحية و تلتزم الأم الجانب السلبى دون مبرر واضح رغم حبها لإبنها فهى لم تخن زوجها قط - ثانى عيوب القصة - يستمر هذان الوضعان النفسى الشائك و الإجتماعى الشائه بعد خروج الفتى من الإصلاحية لمدة 15 سنة دون حتى أن ينفصل الزوجان - ثالث عيوب الفيلم - إلى أن تنفجر كل الأوضاع فجأة فتقرر الزوجة أخذ ولديها بعيدا ً عن زوجها لتتركه يفكر و يعيد حساباته على حد تعبيرها يتنصت زوجها عليها من خلال الهاتف و يعلم انها موشكة على مقابلة رجل ما و يدلى الأخير إليها بعنوانه
يأتى الإبن إلى أبيه ليحاول إسترقاق قلبه فيخبره الإبن بخيانة أمه لأبيه و يعطيه العنوان فيسرع الشاب إلى العنوان و هناك يجد أمه بالفعل مع رجل آخر يتحدثان و هم وقوف يعود إلى منزله يجر أذيال الخيبة و العار بعد أن إقتنع بخيانة أمه لا يصعد للمنزل و يظل بالأسطبل ، تأتى أمه و تصعد لزوجها فيبادرها بإطلاق النار و يرديها قتيلة على الفور و فى أثناء صعود الإبن للمنزل يكون الأب قد إنتحر
يفضل الشاب أن يتهم بجريمة قتل أبويه على أن تعلم الناس بأن أمه خائنة و أن أبيه قاتل فتعرضه المحكمة 45 يوم على طبيب فى مستشفى الأمراض النفسية و العصبية للبت فى مدى سلامة قواه العقلية و لكنه يظل على صمته فيخرج تقرير الطبيب بأنه فى كامل قواه العقلية لتنتهى المآساة بإعدامه شنقاً
و لا يعرف إلا المشاهد أن الأم كانت مع هذا الرجل تتفق على إيجار شقته و أنها لم تخن زوجها قط طوال حياتها و بذا فالفيلم به ثلاثة أبرياء و ليس بريئا ً واحداً
السيناريو و الحوار :- قام بكتابته السيناريست المتميز محمد حفظى و لكن يبدو أنه موسم إخفاق كتاب السيناريوهات المتميزين فبعد مفآجأة تامر حبيب فى ( تيمور و شفيقة ) فوجئنا بـ ( 45 يوم ) لمحمد حفظى الذى أمتعنا فى السابق بسيناريوهات ( السلم و الثعبان ) و ( تيتو ) أخفق فى سيناريو ذلك الفيلم فى جزئيتين هما :- 1 - السياق العام للفيلم الذى لم تتسق بعض أحداثه و مشاهده مع بعضها البعض و ظلت هناك أسئلة كثيرة بلا أجوبة ، نحن لم نعرف أن الأب طيار إلا من زيه الرسمى فقط بينما هو طول الفيلم متواجد ثم كيف يثق فى أن الإبنة الثانية هى ابنته بالفعل ما دام يشك فى أمها كل هذا الشك و من ثم يحبها بهذا الشكل و يفضلها على أخيها بهذه الطريقة ، كذلك سلبية الأم غير المبررة إزاء تصرفات زوجها تجاه إبنها و تحملها غير العادى لإتهامات زوجها البشعة ثم كيف تستمر علاقة زوجين بهذه الطريقة طوال أكثر من 20 عاما ً دون أن ينفصلا
ثم تأتى الطامة الكبرى بسرد الحياة الشخصية للحياة للطبيب المكلف و التى بررها كل النقاد بلا إستثناء بأنها
مجرد [ حشو ] و ليس أكثر و انا أتفق معهم فى هذا إلا إذا كان غرض المؤلف أن يوضح لنا أن الطبيب غير قادر على حل مشاكله فهل سيقدر على حل مشاكل مرضاه ؟
فيما عدا ذلك فالسيناريو ممتاز خاصة فى المشاهد قليلة او عديمة الحوار و أجزاء السيناريو الخاصة بالإبن وحده او بالإبن و حبيبته او بعض الأجزاء التى جمعت الإبن بابيه مكتوبة بحرفية عالية جدا ً ، كذلك مما يؤخذ على السيناريو العلاقة الغريبة التى كتبها حفظى بين الأخ و أخته و التى بدت أشبه بعلاقة صديق بصديقته تفتقر إلى الحنان و الإحترام المتبادل و الدفء الأسرى 2 - الشخصيات نجح حفظى فى رسم ملامح شخصياته بحرفيته المعتادة و أضاف البعد النفسى اللازم لبعض هذه الشخصيات و الذى يخدم موضوع الفيلم فيما عدا شخصية الأب التى إتسمت بعدم المنطقية فى كثير من تصرفاتها هذا جانب اما الجانب الآخر فكان البعد النفسى لشخصية الأب كان من الضرورى ثم المفيد وضعه و لقد فعل حفظى و لكنه فقد السيطرة ... فدمر الشخصية ... كيف ؟ رسم حفظى لشخصية الأب بعد نفسى شائه لنفسية قلقة مترددة ما بين الحب و الكره ، الثقة و الظن ، القلق و الإطمئنان ثم فقد حفظى السيطرة على الشخصية فتحول التردد إلى تناقض فأصبح المشاهد لا يفهم شخصية الأب
الإخراج :- أحمد يسرى فى اولى تجاربه الإخراجية السينمائية بعد أن كان يقوم بإخراج الأغنيات المصورة و بعض البرامج التلفزيونية ، إن كان لم يستطع تقديم فيلم عالى الجودة او أن يقدم رؤية إخراجية واضحة تميزه او تلفت الأنظار إليه كمخرج سينمائى مقبل على التمرس و لكنه إستطاع و بنجاح مبهر قيادة طاقم الممثلين الذى يعمل تحت إمرته و يخرج أجمل ما فيهم من إحساس و أروع ما فيهم من أداء و ليعيد هذا المخرج المبتدئ تقديم أحمد الفيشاوى و يخرجه من حالة الفشل التى كان فيها فى حياته الخاصة و التى أنعكست على حياته العملية و يضع ذلك المخرج حدا ً للأعمال السينمائية العبثية التى كان يقوم بها الفيشاوى و يضعه على أول طريق الإحتراف الحقيقى للتمثيل
كذلك تمكن يسرى من توجيه ابو عوف للقيام بهذه الشخصية الصعبة و التى أخطلت الأمر على المشاهد فتصورها شريرة كدوره فى ( واحد من الناس ) و لكن فى ( 45 يوم ) ليست شخصية شريرة و إنما الشر فيها نازع يتنازع مع الخير و سببه الغيرة العمياء و نتيجته القسوة المفرطة و تحول كل هذه المشاعر فى لحظة إلى حب او حنان و إن كان هذا التحول مربك للمشاهد و إخفاق من جانب السيناريست إلا أن يسرى أظهره بمهارة شديدة و قام به ابو عوف بحرفية عالية جدا ً تثبت كونه ممثل متمكن من أدواته الفنية
كما إستطاع يسرى إستقطاع لحظات سعيدة مفعمة بالحيوية ما بين الأخ و أخته و بالرومانسية ما بين الإبن و حبيبته فى فيلم ميلودرامى مأساوى ينتهى بإعدام البطل
كذلك أظهر يسرى إمكانيات الوجوه الناشئة بقدر لا بأس به على الإطلاق فقط لم يهتم بغادة عبد الرازق و تركها دون مساعدة على سجيتها
التصوير :- مدير التصوير جلال الزكى ذو باع طويل فى التصوير السينمائى و لكنه لم يصل بفيلم إلى مرحلة الإحتراف و التمكن بعد و كان هذا الفيلم تحدى له لأنه يعتمد على إبراز ملامح الفنانين و إنفعالتهم و إيماءتهم و حركاتهم فى كثير من المشاهد التى لا تحتوى على حوار فنجح الزكى فى إلتقاط هذه المشاعر و الإنفعالات و الأحاسيس و لم يضع مجهود الطاقم هباءا ً و أستخدم الإضاءة المناسبة لذلك و وضع ( 45 يوم ) فى قائمة أعماله الأكثر نجاحاً
المونتاج :- المونتير أحمد حافظ قام بعمله على ما يرام و فقط دون أن يكون لأحمد يسرى رؤية إخراجية تميز العمل او تساعده كمخرج على أن يكون فكر إخراجى مستقل
الموسيقى التصويرية :- كانت للفنان الكبير عمرو إسماعيل الملحن و الموزع الموهوب الذى ينجح دائما ً فى إضفاء الموسيقى الملائمة للعمل دون صخب او تشتيت للمشاهد كذلك نجح فى هذا الفيلم فى صنع الموسيقى اللازمة و الملائمة للمشاهد التى لا تحتوى على حوار و المشاهد التى تحتوى على صراعات نفسية كانت موسيقى عمرو فيها تنطق و تتكلم بما لم يقوله الممثلين و كان يعتمل فى نفوسهم
الممثلين :- أحمد الفيشاوى :- الممثل الشاب المثقف الذى تخبط كثيرا ً دون هدف واضح و أثرت بشدة حياته الشخصية على حياته المهنية و لكنه وجد ضالته أخيرا ً فى هذا الفيلم فعزم على أن يقوم به على خير ما يرام و كان له ما أراد و ساعده يسرى على إخراج أقصى طاقاته الفنية فقام بدور الإبن المنبوذ و المكروه من أبيه و الذى يبحث عن الحب خارج المنزل على خير ما يرام و الذى يحمل داخل جنبات نفسه طاقة إيجابية كبيرة و حب عظيم لأخته اولا ً ثم لأمه و أخيرا ً لأبيه جعلاه يلتمس العذر لأبيه بعد ما كل ما عاناه منه ثم يجعله يحتمل ذنب قتل ابواه و هو لم يقترفه لئلا يفضحهما
مع الأب قام الفيشاوى مع أبو عوف بأقوى المشاهد الدرامية المؤسفة المؤلمة الأول مشهد تمزيق الجواب و الثانى و كلاهما يتجرع الخمر و الثالث ( رغم عدم منطقيته فى السيناريو ) تصريح الأب بحبه لأبنه و إخباره بخيانة أمه
و مع حبيبته كان الفيشاوى شديد الصدق و مع أخته شديد النقاء و تألق معها فى آخر مشاهدهما معا ً قبل أن يتم إعدامه
عزت ابو عوف :- دور من أجمل أدواره و أكثرها إمتاعا ً و مساحة كبيرة من الفيلم تليق بفنان بحجمه
إستطاع أن ينتقل بسلاسة مدهشة من الغضب للهدوء و من القسوة للعطف و من الكره للحب بتعبيرات غاية فى الإتقان تليق برجل مهزوز نفسيا ً و غير مستقر إجتماعياً
غادة عبد الرازق :- قامت بدور الأم بسطحية و ساعدت على إظهار عيوب السيناريو بسلبية الشخصية التى قامت بدورها
هشام سليم :- قام بواحد من أفشل أدواره السينمائية بدون إتقان أو صدق او أقل القليل من المجهود
أغنية الفيلم :- من النادر جدا ً أن تعبر أغنية عن فيلم بهذه الطريقة فكتب الشاعر أيمن بهجت قمر بكتابة كلمات غاية فى الروعة توج بها الفيلم و إستطاع العملاق عمرو إسماعيل أن يجسدها بصورة حية و يغنيها المطرب الجديد صادق بصوت شجى عذب شديد الصدق و هى أغنية ( ما تكلمش ) و تكفينى مقدمتها التى تقول
آه ... ما تكلمش لكن سكوته بيعترف
مش لازم كل حاجة فى حياتنا تتعرف
محمد ياسر بكر