الأحد، ٨ أغسطس ٢٠١٠

مــحــمــد فــؤاد ... الــمــمــثــل

مــــحــــمــــد فــــؤ ا د
ا لــــمــــمــــثـــل




مقدمة

بالطبع بالأساليب النقدية الجادة لا نستطيع تقييم مشوار فنان إلا بعد موته او إعتزاله , و لذلك أرجو ألا يعتبر قارئى العزيز أن هذه المقالة تقييم نقدى شامل لمشوار الفنان محمد فؤاد التمثيلى و ليس الغنائى و إنما هى فقط مجموعة إشارات و علامات على طريقه نسلط عليها الضوء و محاولة منا للإجابة عن بعض الأسئلة التى أ ُثيرت فى الآونة الأخيرة و إجتهاد شخصى لمحاولة فهم و تحليل الفنان الكبير محمد فؤاد كممثل .
فلقد أثيرت على كثير من المنتديات العربية و المواقع و الصحف و المجلات الفنية العربية لغطا ً كثيرا ً حول مسلسل الفنان محمد فؤاد القادم " أغلى من حياتى " بشكل خاص و حول مجمل أعماله السينمائية بشكل عام .

نبذة عن أعماله السينمائية

بعد 8 ثمانى سنوات فقط من انطلاق أول ألبوماته " فى السكة " سنة 1985 و فى سنة 1993 يقدم أول أدواره السينمائية فى إطار من البطولة الجماعية




و من الذى اختاره ؟ انه المخرج الكبير خيرى بشارة الذى لاحظ فيه قدرات كامنة استخرج منها الكثير و حتى الآن لم يستخرج اى مخرج من محمد فؤاد أكثر مما أستخرجه بشارة .
كثيرون من النقاد يثنوا على دور فؤاد بهذا الفيلم و يردفوا قائلين : بس لو ... ، و يتناسون عمدا ً أن هذا أول أدوار فؤاد ! - يمكن عشان عشمهم فى بشارة أكبر من كده - قد لا يكون الفيلم حقق نجاح تجارى كبير و قد لا يكون علامة من علامات السينما المصرية و لكن بلا شك الفيلم غنى بالمواقف الدرامية المستقاة من الحياة و التى دعمها صوت فؤاد بشكل أكثر من رائع و لا يمكن أن تتخيل هذا الفيلم بدون صوت فؤاد .
و لأن بشارة اقتنع به كممثل لا يمر عام إلا و يستعين به مرة أخرى سنة 1994 فى " إشارة مرور "




ليتقاسم البطولة مع النجمة ليلى علوى و يقدمه بشارة ممثلا ً فقط دون أن يغنى فى سابقة لم تعهدها السينما سوى مع الفنانة العملاقة شادية
و مثل الفيلم السابق رغم بساطة القصة و بساطة الشخصيات إلا أن الأفكار كانت عميقة جدا ً .

و لأن فؤاد تم تدشينه كممثل فتلقفه من بشارة محمد خان فى نفس السنة 1994 ليقدم به فيلم " يوم حار جدا ً " مع شريهان - بدون ألقاب لأنها أكبر من كل الألقاب - و العتويل محمود حميدة.




و للمرة الثانية فؤاد ممثل فقط بدون غناء ، استطاع خان أن يرقى بأداءه التمثيلى بشدة رغم أنه لم يخرج بعد من ثوب شخصية " ابن البلد "

يغيب بعدها فؤاد ليعود بفيلم ضعيف إلى حد ما " القلب و ما يعشق " لأحمد النحاس .


لتأتى سنة 1997 ليقدم فؤاد فيلم " اسماعيلية رايح جاى " مع المخرج كريم ضياء الدين لتنقلب به موازين السينما المصرية من حيث الإيرادات و مولد جيل جديد من النجوم و اختلاف نظم الإنتاج السينمائى
هذا الفيلم يحتاج لصفحات لنتكلم عنه سلبا ً او ايجابا ً .




و انقلب السحر على الساحر ، فالطفرة التى استطاع تحقيقها فؤاد فى " اسماعيلية رايح جاى " أثرت عليه بشدة فانزوى بعيدا ً مفسحا ً الطريق للجيل الجديد الذى وُلد على يديه فى " اسماعيلية رايح جاى " .


ليعود فؤاد فى 2001 بـ " رحلة حب " فى بطولة مشتركة مع الصاعد بقوة و سرعة صاروخ أحمد حلمى لتثبت الأيام بُعد نظر فؤاد و صدق حدسه الفنى ليتوجه حلمى بعد هذا الفيلم للبطولة المطلقة فى " ميدو مشاكل " و أخرج الفيلم محمد النجار .





فى هذا الفيلم يجب أن نذكر شئ ... هذا الشئ طبقا ً للعقل يجب أن ينسب للمخرج و لكن لأن المخرج محمد النجار فلا حرج فى أن أنسبه لمحمد فؤاد ، " رحلة حب " هو أول فيلم يشارك فيه بطل سباق السيارات السابق عمرو ماكجيفر الذى أصبح الآن مصمم مطاردات السيارت و انفجاراتها الوحيد كان هذا الفيلم أول أفلامه ليصبح بعدها ملك الأكشن .


و يقدم بعدها فؤاد فيلم " هو فيه ايه ؟؟! " مع النجم الكوميدى أحمد آدم من إخراج شريف مندور ، و لقد لاقى الفيلم نجاح تجارى كبير و شعبية أكبر بعد عرضه على القنوات التلفزيونية .







ليختفى بعدها فؤاد 3 سنوات ليعود بالفيلم الرومانسى " غاوى حب "
فى أول إخراج لأحمد البدرى




شخصية فؤاد الفنية


محمد فؤاد كممثل قد يكون غير متكمن بالكامل من أدواته التشخيصية بدأ بداية درامتيكية كان أبرع من قام بها فى السينما المطربين محرم فؤاد و فريد الأطرش ثم بدأ فى انتهاج نهج مارسه كثير من المطربين الممثلين فى السينما قبله و بعده ألا و هو قصة صعود مطرب من لاشئ إلى مصاف النجوم هذه التيمة التى تكررت كثيرا ً فى السينما المصرية و مازالت تتكرر رغم كونها غير صالحة للإستخدام كما تتم فى هذه التيمة ذوبان الفاصل ما بين السيرة الذاتية للفنان و الحبكة السينمائية الخيالية .

هذه احدى الركيزتين اللتين يعتمد عليهما فؤاد بشكل أساسى كممثل ، الركيزة الثانية هى الشخصنة او الكاركتر ففؤاد عادة ً لا يقوم إلا بشخصية واحدة و هى ابن البلد الشهم الجدع صاحب صاحبه ابو دم خفيف بإختلاف تعليمه و مهنته و بيئته و ... إلخ

عندما نقارن فؤاد بأداء مطربى تلك المرحلة – منذ السبعينيات و حتى الآن – كممثلين يأتى على رأس القائمة محمد منير ، منير كممثل رغم انه يتفوق على فؤاد بمراحل من الناحية الفنية إلا انه يفتقد للكاريزما و لجماهيرية أدواره منير تراه فى أنضج حالاته كممثل فى 3 أفلام " حكايات الغريب " و " يوم

مر و يوم حلو " و " اشتباه " كما أن منير أغلب أفلامه يغلب عليها الطابع البوهيمى او الطابع الفلسفى .

يأتى بعد منير عمرو دياب و الحق يجب أن يقال لن تكون المقارنة بين دياب و فؤاد كممثلين فى صالح دياب ابدا ً فدياب يفتقد فى أداءه للمرونة شأنه شأن كل المطربين فى بداية مشوارهم التمثيلى و لكن دياب لم يستمر و لم يطور من أدائه بعكس فؤاد الذى و إن لم يكن قد نضج بعد إلا أنه فى تطور مستمر و لذلك ففؤاد أقوى بمراحل عديدة من دياب من حيث التمثيل ( التدرج فى مشاعره و تنظيم انفعالاته و التعبير بعينيه و جسده و ضبط طبقة الصوت ... إلخ )

بالطبع لن نضع فى حساباتنا محاولات هانى شاكر و على الحجار و وليد توفيق و إيمان البحر درويش و خالد سليم و عامر منيب .
مدحت صالح هناك حاجز غريب بينه و بين أن يصبح نجم شباك و لا نستطيع إيجاد أسباب فى الحقيقة .
مصطفى قمر قادر فقط على المنافسة التجارية و لكن غير قادر على المنافسة الفنية فإذا افترضنا نزول فيلمين لقمر و فؤاد فى نفس الوقت فبالتأكيد سيتجاوز فيلم قمر فيلم فؤاد من حيث الإيرادات رغم انه من الممكن ان يكون أضعف منه فنيا ً لأن مصطفى قمر يجيد اختيار أدواره و يجيد اختيار المخرجين الذين يصنعون فيلم خفيف غنائى او استعراضى يلقى قبول من كافة شرائح الجمهور .
بقى فى قائمة المطربين الممثلين تامر حسنى ، تامر من أنجح المطربين الذى شاركوا فى صناعة سينما تجارية تدر أرباح تجارية التى يطلق عليها البعض سينما الفشار و بالتأكيد إذا كانت المقارنة بين مصطفى قمر و فؤاد من الناحية التجارية ليست فى صالح الأخير فإنها فى حالة تامر حسنى و محمد فؤاد ستكون مدمرة بالتأكيد تامر حسنى قادر على سحق محمد فؤاد فى حالة لو تم عرض فيلم لكل منهما فى نفس الوقت ، و لكن من ناحية القدرات التمثيلية بالتأكيد ستكون الغلبة لفؤاد بتاريخه الطويل فتامر حسنى كممثل هو الأفشل فى كل السابق ذكرهم لا يقوم باى جهد فى التمثيل او حتى التعبير الحركى فتامر حسنى هو تامر حسنى فى كل أفلامه .
على هذا فمحمد فؤاد هو تقريبا ً أفضل مطرب ممثل على الساحة الآن و يأتى فى المرتبة الثانية او الثالثة من حيث قدرته على استجلاب ايرادات ترضى المنتجين .

الدراما التلفزيونية

مجال صعب أن يقتحمه أحد لأن الجميع فى التلفزيون متاحين و الإختيارات مفتوحة أمام المشاهدين .
قدم عمرو دياب تجربة صغيرة لا تذكر فى مسلسل مغمور اسمه " آسف لا يوجد حل آخر " و قدم منير دور مختلف كما هى عادته فى الأسطورة التلفزيونية " جمهورية زفتى " و قدم مدحت صالح عدة أدوار لم تعلق فى الذاكرة .


يشهد موسم رمضان الدرامى القادم دخول محمد فؤاد لأول مرة مجال الفيديو بمسلسل " أغلى من حياتى " و لا ينفاسه كمطرب ممثل سوى مصطفى قمر فى ثانى تجاربه الدرامية بعد " على يا ويكا " " منتهى العشق " ، و لكن حتى الآن فالدعاية للمسلسلين فى صالح فؤاد .
كما يوجد دور صغير لمدحت صالح فى " زهرة و أزواجها الخمسة " .


الخاتمة


أتمنى أن أكون قد استطعت إيصال وجهة نظرى بشأن محمد فؤاد كممثل و بقية زملاءه المطربين الممثلين ، و بغض النظر عما ستسفر عنه تجربة " أغلى من حياتى " القادمة من نجاح او فشل فإنها بكل تأكيد تجربة جديرة بالإحترام ... و بالمشاهدة .