الأحد، ١٧ يناير ٢٠١٠

تصدق بمين ... عودة لزمن الفن الجميل

تصدق بمين ... عودة لزمن الفن الجميل" تصدق بمين " أحدث ألبومات الفنانة الكبيرة إلـــيــســا ، نعم صارت إليسا كبيرة بتاريخها المقدم على 12 سنة و فنها و رقيها و مصداقيتها مع جمهورها .للمرة الثالثة على التوالى يأتى ألبوم إليسا جوه النفسى موحد و هى عملية معقدة و صعبة جدا ً لا يستطيع صنعها إلا كبار النجوم مثل الهضبة عمرو دياب و الملك محمد منير .فى " تصدق بمين " الجو النفسى العام هو المفاجأة و عدم التصديق ... الدهشة الكبيرة ... ردة الفعل الغير متوقعة من الحبيب او شريك الحياة سواء كانت ردة الفعل هذه ايجابية و طيبة او سلبية و شريرة ، يغيب الحبيب و تطول غيبته فيفاجئ حبيبه بكم الأشواق التى تختلج فى صدره و كم الحنين الذى يعتريه و يتجلى هذا فى أغنيات " تصدق بمين " و " سلم لى عليه و " افتكرت – باسمع اسمك بادمع " و " ماتعرفش ليه " و تأتى أغنية " ماعاش و لا كان " لتكمل هذه الحالة فهى على لسان الغائب و ليس المنتظـِـر .و قد يظهر لشريك الحياة وجه قبيح غير الوجه الأول فتكون ايضا ً الدهشة كبيرة و الصدمة أكبر و تتجلى هذه المعانى فى " مصدومة " و يزيد القبح ليصل إلى حد الإعتداء باليد فلا تستطيع الشريكة الغفران فى " من غير مناسبة " و قد تأتى الدهشة من ان الشريكان وصلا لطريق مسدود بدون أسباب واضحة او مفهومة على غير المتوقع و هذا ما لم يكن يخطط له او يتوقعه أحد فى " فى شى إنكسر " و لا يتركنا الألبوم بدون نهايات لهذه القصص او الحالات المختلفة بعد الغياب الطويل تنتظر الحبيبة ليلة زفافها على حبيبها فى " عا بالى حبيبى " و قد يطول الغياب بدون ان تعرف الحبيبة متى العودة فتتمنى النسيان و لكنها لا تستطيع فى " لو فيى " و فى الظلم نهايتان كلاهما تعبر عن المرأة الشرقية المغلوبة على أمرها و لا تملك من أمرها شئ فاما أن تستسلم للأمر الواقع و ترضى بالحياة معه على هذه الشاكلة و بهذه الطريقة فى " عيشة و السلام " و اما ان تنهى حياتها معه بهدوء داعية الله أن ينتقم لها و يأتى لها بحقها " أمرى لربى " لذلك كانت إليسا موفقة إلى أبعد الحدود فى اختيار اسم الألبوم " تصدق بمين " تعبيرا ً عن حالة الدهشة او الصدمة .من قال أن زمن الفن الجميل انتهى ، هذا اول ما سيتبادر إلى ذهنك بعد سماع " تصدق بمين " الموسيقى الشجية و الطرب الشرقى الأصيل و الصوت الدافئ الحنون القوى الواثق فى نفس الوقت ... ألبوم كلثومى الطرب فيروزى الهوى ...كما ان الأصعب من النجاح الحفاظ على مستوى النجاح فانه ايضا ً من الصعب الحفاظ على النجاح بأطقم عمل مختلفة ففى وطننا العربى عندما ينجح أحد بطاقم عمل ما يظل محتفظ بنفس طاقم العمل متصورا ً أنه بهذا يحافظ على النجاح مما يصيب المشاهد او المستمع بالسأم و الملل الشديدين فإليسا تألقت فى " عايشالك " بمحمد رفاعى و فى " أحلى دنيا " بمجموعة من المواهب الجديدة بقيادة محمد رفاعى و فى " بستناك " بموسيقى تامر على اما " أيامى بيك " فكان الأمر تقليدى بالإستعانة بكل من نجحت إليسا معهم من قبل و أخيرا ً و ليس آخرا ً " تصدق بمين " حيث التعاون الأكبر مع وليد سعد ، وليد سعد موسيقى كبير لا شك فى ذلك قط و لكن يجب أن نعترف أن " تصدق بمين " أعاده للساحة الفنية بمنتهى القوة و أكتشف فيه مناطق جديدة ، مروان خورى و الثقل الغير عادى الذى أضافه للألبوم و الموسيقار إلياس الرحبانى و أعاد " تصدق بمين " إكتشاف محمد رحيم .الألبوم ضم 13 أغنية فى سابقة لم تصنعها إليسا منذ " أحلى دنيا " يبدأ الألبوم بـ " تصدق بمين " الأغنية الأساسية ( الهيد ) و ينتهى بـ " مصدومة " مثلما انتهى " أيامى بيك " بـ " أواخر الشتا " .كان لوليد سعد نصيب الأسد من الألحان فقام بتلحين 5 أغنيات ترتيبهم من الأقوى " من غير مناسبة " و " عيشة و السلام " و " تصدق بمين " و " مصدومة - بيقول فى حقى " و " ما عاش و لا كان " و كلهم تأليف المبدع نادر عبد الله و توزيع الأولى وليد شراقى و الباقى لـ تميم و قام مروان خورى بتأليف و تلحين ثلاث أغنيات أولاهم و ذروة الألبوم كله " سلم لى عليه " و " فى شى إنكسر " و " أمرى لربى " و توزيع ناصر الأسعد فى أول تعاون بينهما و شريك مشواره الموسيقى كلود شلهوب و ميشيل فاضل .و قام محمد رحيم بتلحين عملين الأول " افتكرت – باسمع اسمك بادمع " تأليف محمد جمعة و " بيستحى " و هى احدى مفاجآت الألبوم فهى قصيدة صعبة التلحين على محمد رحيم و لكنه قبل التحدى و نجح و تأليف الشاعرة سهام الشعشاع و هى تلقب بشاعرة البنفسج و هى إعلامية كذلك سورية و كانت ستقدم لإليسا من قبل عمل بعنوان " قهوة صباح الخير " لكنها قدمت تلك القصيدة الرائعة وهى من توزيع ناصر الأسعد . و الأغنية التى حازت فى كل الإستفاءات حتى الآن على المركز الأول " عا بالى حبيبى " تأليف فارس اسكندر و ألحان سليم سلامة و توزيع كلود شلهوب و " ماتعرفش ليه " كلمات نادر عبد الله " و " ألحان تامر على " و توزيع كلود شلهوبو مفآجأة الألبوم " لو فيى " للموسيقار إلياس الرحبانى كثيرون لا يعرفونه فى مصر و لكنه عملاق هو الأخ الأصغر للأخوين رحبانى منصور و عاصى الرحبانى صانعى مشوار ( الست ) فيروز إلياس صنع موهبة أخرى لا نعرفها فى مصر هى سلوى القطريب العلاقة بين فيروز و سلوى القطريب مثل العلاقة بين أم كلثوم و أسمهان عندنا فى مصر و كذلك سلوى القطريب و لقد توفت فى مارس 2009 و أرادت إليسا بلمسة وفاء أن تحيى ذكراها و تتعامل مع الموسيقار الكبير من توزيع ابنه جاد الرحبانى .تحية لإليسا من صميم القلب لأنها احترمت مستمعيها و قدمت لهم وجبة غنائية دسمة ستبقى فى ذاكرتنا لأمد بعيد .

هناك تعليق واحد:

آخر أيام الخريف يقول...

اسمحلى اختلف مع حضرتك 100 % ...اليسا فنانة موهوبة لكن الاستسهال و الغرور واللعب على وتر الانثى الفاتنة التى تغنى اغنيات الاستكانة و الخضوع وتسمى ذلك رقة وانوثة اضاعوا هذه الموهبة...يكفى ان اقول اننى لو اعجبنى البوم انغام الاخير مرة عندما سمعته فبعد استماعى لمهزلة اليسا الاخيرة اعجبنى الف الف مرة.

على فكرة انا لا احب شيرين ايضا,ولكن الحقيقة البومها الاخير اجبرنى على الاستماع اليه مرات ومرات نتيجة الجهد الواضح المبذول فى الكلمات والالحان.

اهى عيشة والسلام-طلع فيا العبر-شكله مش ولابد....

هى دى الرومانسية يا ولاد ولا فلا...!!!