السبت، ٢٤ أكتوبر ٢٠٠٩

حـــنـــان تـــرك ... لـلـفـن وجـوه كـثـيـرة ( 1 )


الفنانة الكبيرة حنان ترك ... أقولها بمنتهى الثقة و الإطمئنان قد أختلف كثيرا ً مع أداء حنان ترك كمشاهد قبل أن أكون ناقد و يتفق معى الكثير فى هذا الإختلاف و يتفق مع أداءها الكثيرين ايضا ً و لكن لا يختلف احد على أنها فنانة كبيرة ...
السيرة الذاتية
إذا بدأنا بسيرتها الذاتية سنروى انها اسمها الحقيقى " حنان حسن محمد عبد الكريم " مولودة بالقاهرة فى 7 مارس 1975 مـ راقصة باليه متخرجة من معهد الباليه بدأت حياتها الفنية بمسرحية " ماكبث " فى هذا العرض لمحتها عينى المخرج خيرى بشارة ليقدمها للسينما لأول مرة فى فيلم " رغبة متوحشة " لتولد حنان عملاقة لأن الفيلم مات و دور حنان بقى ...

هذا الفيلم له حكاية ، المخرج الكبير على بدرخان فى سنة 1986 عثر على رواية لكاتب أسبانى مغمور اسمها " جزيرة الماعز " و عزم على تقديمها للشاشة الكبيرة و أراد العمل مع الكاتب الكبير / وحيد حامد على السيناريو الحوار و لكنهما إختلفا حول وجهات النظر و بالتالى وُجد سيناريوهان واحد لوحيد حامد و الآخر لبدرخان بالمشاركة مع مساعده عصام على و السيناريست محمد شرشر و رفع بدرخان دعوى قضائية و قدم فيلمه اولا ً " الراعى و النساء " فكان علامة فى تاريخ كل من العملاقين سعاد حسنى و أحمد زكى و كذلك يـسـرا و كان ذلك فى 14 أكتوبر 1991 ، بينما ذهب حامد برؤيته لـخيرى بشارة فخرج إلى النور فيلم " رغبة متوحشة " عنوان مبتذل و رؤية أضعف بكثير و كان أول عرض له فى 22 يونيو 1992 مـ بطولة سهير المرشدى و محمود حميدة و نادية الجندى .
فى كلا الفيلمان دور ابنة الأرملة سعاد فى الأول و ابنتها ميرنا وليد و فى الثانى سهير المرشدى و ابنتها حنان ترك ... الفيلم الأول بقى فى ذاكرتنا و نسينا ميرنا و الثانى نسيناه و ظللنا نذكر حنان ترك و انها ولدت على يد خيرى بشارة رغم ضعف الفيلم الواضح .
بسرعة و بقوة و بنفس الثقل تنتقل حنان إلى الدراما فى واحد من علامات الدراما العربية " المال و البنون " للمتفرد مجدى ابو عميرة فى دور " ثريا " .
و بروح المغامر و فى أقل من سنتان كما قدمت أول أفلامها و أول مسلسلاتها قدمت أول مسرحياتها " لأ بلاش كده " مع ممدوح عبد العليم و بـوسـى مع المخرج المسرحى عصام السيد صاحب المسرحية الأكثر شهرة " البعبع " و تأليف المبدع يوسف معاطى .
لتنطلق حنان فى رحاب الفن فتقدم " ضحك و لعب و جد و حب" و " السقوط فى بئر سبع " مع إمبراطور الفيديو نور الدمرداش .
فى عام 1994 تبدأ أهم مراحل حياتها فتقدم مع يوسف شاهين – أذكر اسمه دائما ً بدون اى ألقاب لأنه أكبر منها جميعا ً – فيلم " المهاجر " مع محمود حميدة مرة أخرى و يشاركها البطولة خالد النبوى ، فعلى الصعيد الشخصى توطدت العلاقة جدا ً بين حنان و شاهين بعد وفاة والد الأولى و زواجها بيومين إثنين فقط ( من أيمن السويدى رجل الأعمال الذى بعدما طلقها تزوج الراقصة نادية ثم المطربة ذكرى ثم قتلها و قتل نفسه ) و ذلك سبب أن رأى البعض أن حنان كان لها صبغة شاهينية واضحة فى أداءها و خاصة ً الجانب الإنفعالى منه .
و من شاهين للمخرج الفيلسوف داوود عبد السيد و فى واحد من أهم 100 فيلم فى تاريخ السينما المصرية " سارق الفرح " و رغم أن حنان ليست البطلة فلقد خطفت الأضواء و غطت على أداء كل ً من لوسى و ماجد المصرى فى دور رمانة بمشهدين إثنين فقط الأول هو مشهد رقصها على رق عم ركبة الذى أداه القدير حسن حسنى فى واحد من أقوى مشاهد الرقص التعبيرى فى العالم كله عبرت حنان بجسدها عن كل ما تريد أن تقوله الرواية ( رواية خيرى شلبى ) بدون كلمة واحدة و المشهد الثانى قبل مصرع عم ركبة بعد ان سمحت له رمانة بأن يتلمسها و يتحسس وجهها .
تنزوى بعدها حنان عن السينما سنتان لتبدع فى الدراما التلفزيونية فتقدمها مرة ثانية ً إنعام محمد على فى مسلسل " حكايات مجنونة " و تقدم إنعام معها كوكبة من نجوم جيلها : هانى رمزى و علا غانم و محمد لطفى كما قدمت سليمان عيد .
ثم تعرف حنان طريقها إلى قلب الجمهور لتدخل و تتربع من خلال دور " نظيرة " فى " لن أعيش فى جلباب أبى " مع المبدع شمس شموس الفنانين نور الشريف و إخراج الفلتة أحمد توفيق .
و بعد القبول الجماهيرى الذى فاق الحدود فى " لن أعيش فى جلباب أبى " تتوج جماهيريا ً مناصفة ً مع أحمد السقا و منى زكى فى " نصف ربيع الآخر " مع طبيب الفن يحيى الفخرانى و رائد الإخراج التلفزيونى فى الوطن العربى " يحيى العلمى " فى دور " أميمة " و مرة ثانية مع العلمى بعد أن لفتت الأنظار فى " نصف ربيع الآخر " يقدمها فى " الزينى بركات " ... المسلسل الممنوع من العرض بصفة غير رسمية و العلامة فى مشوار الدراما التلفزيونية و تنتهى هذه الفترة بمسلسل من إخراج محمد فاضل " الشارع الجديد " .

تعود حنان إلى السينما بشوق فى سنة 1997 فتشارك فى فيلم مهم عن قصة حقيقية لـ " محمد الباسوسى " مازلت مطروحة أمام المحاكم حتى الآن فيلم " إمرأة و خمسة رجال " للمخرج الكبير علاء كريم .
ثم تأتى قنبلة السينما المصرية و الفاصل بين عهدين و أول خطوات حنان للبطولة " اسماعيلية رايح جاى " بطولة المحمدان فؤاد و هنيدى بمشاركة خالد النبوى و حنان ترك و قامت حنان بدور " سلمى " حبيبة " إبراهيم " الذى جسده محمد فؤاد .
هذا الفيلم الذى حقق إيرادات غير مسبوقة بالنسبة لحجم ابطاله و صناعه و بالنسبة لما سبقه و دشن مولد جيل جديد من المضحكين بزعامة الفنان محمد هنيدى أ ُطلق عليه " المضحكين الجدد " و وصفه الفنان أحمد السقا بأنه – هنيدى لا الجيل – كان رأس الحربة التى أنطلقت و معها كل جيل هنيدى .
و فى 1998 شاركت حنان فى فيلم هام للغاية لكن لم يكتمل تصويره حتى الآن لأسباب رقابية سياسية هو فيلم " حائط البطولات " ( و تردد أن اسمه سيصبح " نسور المجد " ) الفيلم إخراج الكبير جدا ً محمد راضى صاحب أفلام " العمر لحظة " و " أبناء الصمت " فالفيلم عسكرى اشرف على كتابته المشير محمد على فهمى صاحب فكرة حائط الصواريخ الشهير ، و شارك فى نخبة شديدة الضخامة من نجوم السينما العربية لم يتكرر منذ فيلم " اسكندرية ليه ؟ " .
و فى 1999 تعود حنان لأبيها الروحى يوسف شاهين فى " الآخر " مع هانى سلامة و نبيلة عبيد و محمود حميدة و لبلبة .
و فى نفس العام تشارك فى فيلم " فتاة من إسرائيل " لإيهاب راضى مع الفارس محمود ياسين .
و تختتم الألفية الثانية بفيلم " الحب الأول " و مسلسلان الأول " الوتد " و الثانى " أوبرا عايدة " للمرة الثانية مع الفخرانى فى بطولة هذه المرة و إخراج الجميل أحمد صقر .

ليست هناك تعليقات: