السبت، ١٨ أغسطس ٢٠٠٧

آه على حضارة قد أفلت

لكل حضارة شروق و أفول و الأندلس حضارة عربية عظيمة دامت ثمانية قرون ثم قــُدر لها الزوال على يد طغاة ملوك أوروبا النصرانيين و النصرانية منهم براء بعد أن هان أهلها على أنفسهم و طغى حكامهم رثاها كثير من الشعراء كان أولهم ابو الطيب صالح بن شريف الرندى قائلاً
لـكـل شـئ إذا مـــا تـــم نـقصـان / فـلا يفر بـطـيب العـيـش إنـسـان
هى الأمـور كـمـا شـاهـدتـهـا دول / مـن سـره زمـن سـاءتـه أزمـان
و هذه الـدار لا تبـقـى عـلـى أحـد / و لا يــدوم عـلـى حـال لها شأن
يمـزق الدهر حتـما ً كل سـابـقـة / إذا نبت مـشـرفـيـات و خـرصـان
فـجـائـع الـدهـر أنـواع مـنـوعـة / و لـلــزمـان مـــرات و أحــــزان
و لـلـحـوادث سـلـوان يهـونـهـا / و مـا لـمـا حـل بالإسـلام سلـوان
دهى الـجـزيـرة أمـر لا عـزاء لـه / هـوى لـه أحـد و أنـهـد ثـهـلان
قـواعـد كـن أركـان الـبـلاد فـمـا / عـسى البـقاء إذا لـم تـبـق أركان
تبكى الحنيفية البيضاء من أسف / كـمـا بـكـى لـفـراق الإلـف هيمان
عـلـى ديـار من الإسـلام خـالـــيـة / قـد أقـفـرت و لها بالكفر عمران
حيث المساجد قد صارت كنائس ما / فيـهـن إلا نـواقـيـس و صـلـبان
حتى المحاريب تبكى و هى جامدة / حتى المنابر ترثى و هى عيدان
أعندكـم نبـث مـن آهات أنـدلـس / فـقـد سـرى بـحـديث القوم ركبان
كم يستغيث بنا المستضعفون و هم / أسرى و قتلى فما يهتز إنسان
ماذا الـتـقـاطـع فـى الإسـلام بــينـكـم / و أنـتـم يـا عـبـاد الله إخــوان

ليست هناك تعليقات: