المرأة كتلة من المشاعر الفياضة و الأحاسيس الرقيقة و الرهافة المطلقة التى تتميز بهما عن الرجل فكلاهما إنسان له مشاعر و أحاسيس و لكن الرجل يغلفها بطابع صخرى و المرأة تطلق لها العنان ، فالمرأة فى رهافة أحاسيسها و شعورها اشبه بكتلة من الأسلاك الكهربائية العارية لهذا تحتاج المرأة دوما ً للرجل طلبا ً للأمن و الإستقرار و السكينة النفسية قبل الجسدية و هذا رغم دعاوى حرية المرأة و مشاركتها فى الأشغال و النشاطات المختلفة و البناء المجتمعى ، و لم تطالب المرأة بالمناصب و الأعمال و المهن و أوجه كثيرة لم تشارك و تساهم فيها من قبل إلا عندما بدأت أخطر المراحل بين الرجل و المرأة و أقبل زمن صارت العلاقة بينهما غريبة جداً
كانت المرأة على مر الأزمان و الدهور حتى المظلم منها و المتسم بالبدائية و التخلف عندما كانت مجرد متاع للرجل كانت تتمتع بالحماية القصوى من جاب الرجل فهى من أملاكه و على رأس أولوياته و مستعد للإستماتة فى الدفاع عنها حتى فى بداية أى من الحضارتين العربية او الغربية حيث بقايا أخلاق الفرسان ففى الحضارة العربية كانت المرأة هى الكنز المصون و السر الدفين الذى لا يجب أن يمسه مخلوق بأى قدر من الإساءة المعنوية او الجسدية و فى الحضارة الغربية كان النمط الإنجليزى هو السائد حيث المرأة سيدة بحق تصل طريقة التعامل معها إلى حد القداسة و حسن معاملتها و إبداء الرقة و الذوق تجاهها هو الدليل الأول على رقى الرجل و كونه حضارى قبل أن يكون ( مهذب ) و
و ( لبق ) ، إلى أن جاء هذا الزمن سالف الذكر و الذى لا نستطيع أن نؤرخه او نحدده بدقة و لكننا نستطيع أن نصفه ؛ جاء زمن تخلى فيه الرجل عن المرأة ولم يلب كثير من إحتياجاتها و متطلباتها المادية أو المعنوية او
النفسية ( و إن أختلف هؤلاء الثلاثة فى الترتيب ) و كلما تقدم الزمن كان الرجل يخذل المرأة فى شئ جديد ففقدت أول ما فقدت المرأة الإحساس بالذات و بدأ شعورها بأنها كم مهمل يتصاعد فخرجت تواجه العالم كله تحاول إثبات ذاتها و آخر ما فقدت المرأة كان الشعور بالأمان و بين هذا و ذاك فقدت احيانا ً تواجد مشاعر كالحب و العطف و الحنان و احيانا ً فقدت الدعم المادى او حتى الدعم المعنوى لفكرها و احيانا ً فقدت المادة و النقد و مالا يجعلها عالة تتكفف الناس و فى كل الحالات السابقة لم يكن هناك من حل سوى البحث عما فـُقد منها خارج عالمها المحدود
بالطبع حملت أواخر القرن العشرين و بدايات القرن الحادى و العشرين قلة او إنعدام الأمن فى معظم دول العالم و لكن كالعادة كان وقع الأمر أشد وطأة ً على على المرأة ، فبدأت المرأة تشعر بعدم الأمن مع رجلها او بين ذويها كناتج طبيعى لعدم الإستقرار فخرجت تبحث عنه و لو توقف الأمر عند هذا الحد لبات الأمر - إلى حد ما - هينا ً و سهلا ً و لكن المشكلة الحقيقية كمنت فى ما ترتب على شعورها - الصادق - السابق فلقد بدأت تزيد عند المرأة جوانب عدم الثقة فى احد كما زادت لديها الشراسة فى التعامل مع الآخرين و فقد الأعصاب لأتفه الأسباب كناتج طبيعى لما تلقاه يوميا ً من تهديد لأمنها الشخصى بل و سلامتها فى بعض الأحيان و فى مؤسسات الزواج كان الأمر أكثر عسرا ً فقديما ً كانت ضغوط المجتمع النفسية و العصبية التى تقع على الرجل قد تؤدى إلى توتر علاقته بإمرأته و قد يصل الأمر إلى أن يصب جام غضبه عليها و كانت المرأة تتحمل بصبر و أناة ليس لكونها متلبدة المشاعر او أنها مقهورة بالعكس تماما ً بل لأنها واسعة الأفق لا محدودة الصبر و التحمل - على عكس الرجل - غنية بالمشاعر الرقيقة و الحالمة القادرة على إمتصاص الرجل و تذويبه ذوبانا ً فى عسل حلو المذاق فى غاية الصفاء ، فما تتلقاه المرأة من الرجل من حس
و شعور - ولو صئيل جدا ً - تعتبره كلفافة الخيوط تأخذها فتنسج منها ثوب واسع رحب يسعها و رجلها اما عندما يتوقف إمداد الرجل لإمرأته بهذه الأحاسيس و المشاعر قد تتحمله المرأة ايضا ً و لكن إذا استمر توتره و غضبه يتصاعدان عليها فلن تتحمله المرأه بالطبع فلا يوجد عندها رصيد منه و لم تأخذ منه ما تستطيع أن تبادله إياه فتغضب هى الأخرى و غضب المرأة ليس كغضب الرجل على الإطلاق و مع الشراسة التى انتابت المرأة مؤخرا ً و التى تتوجه لرجلها مثله مثل غيره تصبح النتيجة إنهيار مؤسسة الزواج و إن لم يحدث فالطامة أشد إيلاما ً ؛ فتظهر موجة العنف ضد المرأة و التى إزدادت و ستزداد و ترتفع هذه الموجة حتى تغرق كلاهما الرجل و المرأة على حد سواء
هذه آخر و أصعب مشاكل المرأة فهل من حل لهذه المشكلة ؟
محمد ياسر بكر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق