خيانة مشروعة " آخر أفلام المتألق خالد يوسف تلميذ العملاق يوسف شاهين الذى تفوق على أستاذه يعزف خالد يوسف منذ فترة كبيرة على أشد الأوتار حساسية .... النفس البشرية و مشاعرها الجياشة البشرية المضطربة و ما يعتمل فيها من أضداد مختلفة أشهرها الخير و الشر فبدأ هذه المعزوفة بفيلم " أنت عمرى " تأليف المتمكن محمد رفعت فى هذا الفيلم يزيح مزيدا ً من الغبار عن هانى سلامة و يعيد تقديم منة شلبى بعد رضوان الكاشف بينما لا تستفيد إطلاقا ً نيلى كريم من قدرات خالد يوسف و يتألق هانى سلامة فى
Master Scene
عندما يجلس يسجل بصوته عدة شرائط كاسيت لإبنه - الذى مازال فى المهد - حتى يصل للمرحلة الجامعية فعلمه بإصابته بالسرطان أصابه بنوع من الهوس على إعتبار أن السرطان يعنى الموت و تتألق منة شلبى فى مواجهتها لهانى سلامة بينما لم تستطع نيلى كريم تقديم دور " محبة الحياة " بالشكل المتمكن و هذا ما يؤخذ على خالد يوسف فى هذا الفيلم تنال هذه النوعية إعجاب خالد يوسف و تلقى هوى فى نفسه فيقرر بعد فترة تقديم فيلم من تأليفه هو هذه المرة الا و هو فيلم " ويجا " ليقدم عدة نماذج بشرية شائهة و يقدم نوعية افلام لم نرها إلا فى السينما الأمريكية - و لكن الشخصيات مصرية 100 %- لذا لا يتذوق افلامه إلا جمهور معين سبق له مشاهدة مثل هذه النوعية فى السينما الأمريكية فى هذا الفيلم يختلط الحب بالشك بالمرض النفسى يسيرك خالد يوسف فى خطوط متشابكة ملتوية بعضها أوهام تصدمك فى النهاية ، ينتهى الفيلم بنهاية مفتوحة - لا تعجب المشاهد المصرى كالعادة - ليست فقط فى الحدث - اى لا تطرح فقط سؤال تـُرى أدهم ( شريف منير ) قتل من ؟ - و إنما نهاية مفتوحة للحكم على الشخصيات بذا ينتهى الفيلم بعدة اسئلة لا يستطيع خالد يوسف نفسه أن يجيب عليها و لا يجيب عليها إلا أقوى اطباء الأرض النفسيين و الأسئلة هى :- هل أدهم ( شريف منير ) قادر أصلا ً على القتل او السؤال بطريقة أخرى هل شخصية مفككة و ضعيفة و هشة مثل شخصية أدهم ( لا يستطيع مواجهة اى مشكلة فى حياتها إلا باحلام مكبوتة عن القتل ) قادرة على القتل تحت الضغوط الشديدة ؟ هل فريدة ( هند صبرى ) فعلا ً بريئة و تدافع عن مريم ( منة شلبى ) عن إقتناع ام أن الأمر لا يعدو كونه ( ده ضميرك اللى غصبا ً عنك لسه فيه حتة صاحية ) على حد قول مريم نفسها ؟ هل هانى ( هانى سلامة ) راض ٍ على حياته على هذه الشاكلة هل كان صديقا ً وفيا ً حقا ً ام كان مجرد شهوانى قذر يجرى وراء رغباته ؟ فى خيانة مشروعة يقدم خالد يوسف فيلم من تأليفه ايضا ً يستخدم فيه نفس مبضع تشريح النفس البشرية مع مبضع آخر أكثر حدة لتشريح المجتمع كله و تعريته امام نفسه و لأننا زمن تختلط فيه الأيدولوجيات و لأن دولتنا أضحت بوليسية ديكتاتورية فمن الطبيعى أن يصطدم خالد ببعض الجوانب السياسية عندما يشرح المجتمع
فى هذا الفيلم يستمر خالد يوسف فى تقديم نماذج بشرية بعضها شاذ و البعض الآخر منتشر فى مجتمعنا
فى هذا الفيلم يصحح خالد خطأه فى " أنت عمرى " بشأن نيلى كريم فيقوم فى " خيانة مشروعة " بتقديم ايضا ً ممثلة مترددة و خطاها غير ثابتة ليعيد إكتشافها و هى سمية الخشاب لتلعب دور المرأة الشريرة بإقتدار تـُحسد عليه و غالبا ً لن تستطيع تقديم مثل هذا الدور ثانية ً كما حدث مع غادة عادل فكلتاهما ظلتا تمارسا العبث السينمائى حتى " خيانة مشروعة " للأولى و " ملاكى إسكندرية " للثانية لتقدما أعظم الأدوار النسائية فى السينما المصرية فى العقدين الأخيرين و عادت غادة عادل للعبث السينمائى بعدها بينما لم يتحدد حتى الآن هل تعلمت سمية من تجربتها مع خالد أم لا
يلعب خالد على المنطق الفرنسى الشهير
Cherchez La Femme
و يراهن خالد يوسف على هانى سلامة للمرة الألف و يسلم هانى سلامة نفسه لخالد يوسف تماما ليجسد دور الشرير ببراعة منقطعة النذير أفتقدناها منذ زمن طويل فى السينما المصرية و يعيد للشخصية
Psychopathy
دورها و تألقها فى السينما بعد الغياب الطويل لها و إعتزال النجوم الشباب لهذا الدور بزعم أنه إذ ما أدى مثل هذا الدور سيكتسب سخط و كره الجمهور
إستطاع هانى سلامة تأدية دور الأخ الغادر ببراعة منقطعة النظير و لكنه حاز شفقة الجماهير عندما تبين أنه ضحية فتاة لعوب صنع منها الفقر المدقع وحش لا يرحم أحد مستعد لفعل اى شئ مقابل الحصول على ما يريد
اما مى عز الدين فلم يضف دورها فى الفيلم الكثير لمشوارها الفنى اما عن الوجوه الجديدة فكان عمرو سعد أداءه مقنعاً اما الذى قام بدور شقيق شهد ( سمية الخشاب ) رغم قصر دوره فى الفيلم فلقد كان متميزا ً بحق خاصة فى المشهد الذى يواجه فيه شقيقته و أمه و يقول لهما فيه :- ( أختشى ؟ لما الفقر يطحن جتتنا و نلاقى نفسنا بنزحف على بطننا عشان ناكل يبقى ما عدش ينفع خشى كلنا عارفين شهد ممكن تكون بتجيب الفلوس دى منين و مطنشين ... كل واحد مننا لما بتيجى تديله الفلوس ما بيقدرش يبص فى عينها ليشوف وساخته فيها انا مش عايز منك فلوس يا شهد و لا حاقتلك و أغسل عارك لأنى من الأول ما كنتش راجل و رضيت إن انا أعيش على عرقك من ليالى و سخة انا ماشى من البيت ده و مش راجع إلا لما أبقى راجل قادر أصرف على نفسى و أخوتى ) لقد صدق محمود الغيطانى عندما قال أن السيناريو هو البطل فى هذا الفيلم فالسيناريو متماسك لدرجة عالية جدا ً و الحبكة الدرامية لا تشوبها اى شائبة و إن كان مدة الفيلم طويلة ( 120 دقيقة كاملة ) مرهقة و تحتاج إلى كثير من التركيز
إستطاع المتألق الموسيقار ياسر عبد الرحمن بموسيقاه التصويرية صنع حالة مزاجية شديدة الخصوصية فموسيقاه ملائمة و هادئة تجذبك دون أن تكون صاخبة او تشوشر على متابعتك للفيلم كما أن الأغنية التى قدمها فى التريلر غناء المطربة المتميزة آمال ماهر و كلمات الشاعرة الغنائية الكبيرة كوثر مصطفى ( يا عينى عليكى يا طيبة ) كانت بمثابة اللمسة الأخيرة للفيلم التى اضافت له رونقه و بهاءه ، اما أغنية الفيلم ( مافيش فى الاغانى كده و مش كده ) كلمات الشاعر الكبير فؤاد حداد و غناء الرقيق أحمد إسماعيل كان إختيارها فى منتهى الدقة و فى الموضع الناسب تماما ً
العملاق الفنان سمير بهزان مدير التصوير يكمل المسيرة مع خالد يوسف ليقدم حالة بصرية شديدة الإمتاع كما أمتعنا من قبل بأفلام مثل :- أرض الخوف - باب الشمس - البحر بيضحك ليه و كان المصور رؤوف عبد العزيز متميزاً فى إلتقاط المشاهد الصعبة و تعبيرات الفنانين ، اما حامد حمدان الديكوريست و المصمم الفنى فى إستطاع صنع مواقع تصوير شديدة الإتقان خاصة ً شقتى سمية و مى و المقاهى الشعبية
و أخيرا تحية إلى خالد يوسف الذى إستطاع تقديم فيلم واقعى للغاية أرخ فيه الكثير من المشاهد و الوقائع المعاصرة
محمد ياسربكر
Master Scene
عندما يجلس يسجل بصوته عدة شرائط كاسيت لإبنه - الذى مازال فى المهد - حتى يصل للمرحلة الجامعية فعلمه بإصابته بالسرطان أصابه بنوع من الهوس على إعتبار أن السرطان يعنى الموت و تتألق منة شلبى فى مواجهتها لهانى سلامة بينما لم تستطع نيلى كريم تقديم دور " محبة الحياة " بالشكل المتمكن و هذا ما يؤخذ على خالد يوسف فى هذا الفيلم تنال هذه النوعية إعجاب خالد يوسف و تلقى هوى فى نفسه فيقرر بعد فترة تقديم فيلم من تأليفه هو هذه المرة الا و هو فيلم " ويجا " ليقدم عدة نماذج بشرية شائهة و يقدم نوعية افلام لم نرها إلا فى السينما الأمريكية - و لكن الشخصيات مصرية 100 %- لذا لا يتذوق افلامه إلا جمهور معين سبق له مشاهدة مثل هذه النوعية فى السينما الأمريكية فى هذا الفيلم يختلط الحب بالشك بالمرض النفسى يسيرك خالد يوسف فى خطوط متشابكة ملتوية بعضها أوهام تصدمك فى النهاية ، ينتهى الفيلم بنهاية مفتوحة - لا تعجب المشاهد المصرى كالعادة - ليست فقط فى الحدث - اى لا تطرح فقط سؤال تـُرى أدهم ( شريف منير ) قتل من ؟ - و إنما نهاية مفتوحة للحكم على الشخصيات بذا ينتهى الفيلم بعدة اسئلة لا يستطيع خالد يوسف نفسه أن يجيب عليها و لا يجيب عليها إلا أقوى اطباء الأرض النفسيين و الأسئلة هى :- هل أدهم ( شريف منير ) قادر أصلا ً على القتل او السؤال بطريقة أخرى هل شخصية مفككة و ضعيفة و هشة مثل شخصية أدهم ( لا يستطيع مواجهة اى مشكلة فى حياتها إلا باحلام مكبوتة عن القتل ) قادرة على القتل تحت الضغوط الشديدة ؟ هل فريدة ( هند صبرى ) فعلا ً بريئة و تدافع عن مريم ( منة شلبى ) عن إقتناع ام أن الأمر لا يعدو كونه ( ده ضميرك اللى غصبا ً عنك لسه فيه حتة صاحية ) على حد قول مريم نفسها ؟ هل هانى ( هانى سلامة ) راض ٍ على حياته على هذه الشاكلة هل كان صديقا ً وفيا ً حقا ً ام كان مجرد شهوانى قذر يجرى وراء رغباته ؟ فى خيانة مشروعة يقدم خالد يوسف فيلم من تأليفه ايضا ً يستخدم فيه نفس مبضع تشريح النفس البشرية مع مبضع آخر أكثر حدة لتشريح المجتمع كله و تعريته امام نفسه و لأننا زمن تختلط فيه الأيدولوجيات و لأن دولتنا أضحت بوليسية ديكتاتورية فمن الطبيعى أن يصطدم خالد ببعض الجوانب السياسية عندما يشرح المجتمع
فى هذا الفيلم يستمر خالد يوسف فى تقديم نماذج بشرية بعضها شاذ و البعض الآخر منتشر فى مجتمعنا
فى هذا الفيلم يصحح خالد خطأه فى " أنت عمرى " بشأن نيلى كريم فيقوم فى " خيانة مشروعة " بتقديم ايضا ً ممثلة مترددة و خطاها غير ثابتة ليعيد إكتشافها و هى سمية الخشاب لتلعب دور المرأة الشريرة بإقتدار تـُحسد عليه و غالبا ً لن تستطيع تقديم مثل هذا الدور ثانية ً كما حدث مع غادة عادل فكلتاهما ظلتا تمارسا العبث السينمائى حتى " خيانة مشروعة " للأولى و " ملاكى إسكندرية " للثانية لتقدما أعظم الأدوار النسائية فى السينما المصرية فى العقدين الأخيرين و عادت غادة عادل للعبث السينمائى بعدها بينما لم يتحدد حتى الآن هل تعلمت سمية من تجربتها مع خالد أم لا
يلعب خالد على المنطق الفرنسى الشهير
Cherchez La Femme
و يراهن خالد يوسف على هانى سلامة للمرة الألف و يسلم هانى سلامة نفسه لخالد يوسف تماما ليجسد دور الشرير ببراعة منقطعة النذير أفتقدناها منذ زمن طويل فى السينما المصرية و يعيد للشخصية
Psychopathy
دورها و تألقها فى السينما بعد الغياب الطويل لها و إعتزال النجوم الشباب لهذا الدور بزعم أنه إذ ما أدى مثل هذا الدور سيكتسب سخط و كره الجمهور
إستطاع هانى سلامة تأدية دور الأخ الغادر ببراعة منقطعة النظير و لكنه حاز شفقة الجماهير عندما تبين أنه ضحية فتاة لعوب صنع منها الفقر المدقع وحش لا يرحم أحد مستعد لفعل اى شئ مقابل الحصول على ما يريد
اما مى عز الدين فلم يضف دورها فى الفيلم الكثير لمشوارها الفنى اما عن الوجوه الجديدة فكان عمرو سعد أداءه مقنعاً اما الذى قام بدور شقيق شهد ( سمية الخشاب ) رغم قصر دوره فى الفيلم فلقد كان متميزا ً بحق خاصة فى المشهد الذى يواجه فيه شقيقته و أمه و يقول لهما فيه :- ( أختشى ؟ لما الفقر يطحن جتتنا و نلاقى نفسنا بنزحف على بطننا عشان ناكل يبقى ما عدش ينفع خشى كلنا عارفين شهد ممكن تكون بتجيب الفلوس دى منين و مطنشين ... كل واحد مننا لما بتيجى تديله الفلوس ما بيقدرش يبص فى عينها ليشوف وساخته فيها انا مش عايز منك فلوس يا شهد و لا حاقتلك و أغسل عارك لأنى من الأول ما كنتش راجل و رضيت إن انا أعيش على عرقك من ليالى و سخة انا ماشى من البيت ده و مش راجع إلا لما أبقى راجل قادر أصرف على نفسى و أخوتى ) لقد صدق محمود الغيطانى عندما قال أن السيناريو هو البطل فى هذا الفيلم فالسيناريو متماسك لدرجة عالية جدا ً و الحبكة الدرامية لا تشوبها اى شائبة و إن كان مدة الفيلم طويلة ( 120 دقيقة كاملة ) مرهقة و تحتاج إلى كثير من التركيز
إستطاع المتألق الموسيقار ياسر عبد الرحمن بموسيقاه التصويرية صنع حالة مزاجية شديدة الخصوصية فموسيقاه ملائمة و هادئة تجذبك دون أن تكون صاخبة او تشوشر على متابعتك للفيلم كما أن الأغنية التى قدمها فى التريلر غناء المطربة المتميزة آمال ماهر و كلمات الشاعرة الغنائية الكبيرة كوثر مصطفى ( يا عينى عليكى يا طيبة ) كانت بمثابة اللمسة الأخيرة للفيلم التى اضافت له رونقه و بهاءه ، اما أغنية الفيلم ( مافيش فى الاغانى كده و مش كده ) كلمات الشاعر الكبير فؤاد حداد و غناء الرقيق أحمد إسماعيل كان إختيارها فى منتهى الدقة و فى الموضع الناسب تماما ً
العملاق الفنان سمير بهزان مدير التصوير يكمل المسيرة مع خالد يوسف ليقدم حالة بصرية شديدة الإمتاع كما أمتعنا من قبل بأفلام مثل :- أرض الخوف - باب الشمس - البحر بيضحك ليه و كان المصور رؤوف عبد العزيز متميزاً فى إلتقاط المشاهد الصعبة و تعبيرات الفنانين ، اما حامد حمدان الديكوريست و المصمم الفنى فى إستطاع صنع مواقع تصوير شديدة الإتقان خاصة ً شقتى سمية و مى و المقاهى الشعبية
و أخيرا تحية إلى خالد يوسف الذى إستطاع تقديم فيلم واقعى للغاية أرخ فيه الكثير من المشاهد و الوقائع المعاصرة
محمد ياسربكر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق