السيناريو :- للمتألق تامر حبيب صديق منى زكى و زوجها النجم أحمد حلمى فى ثالث تعاون مع منى و ثانى تعاون مع السقا ، كل أعمال تامر السابقة مميزة فتامر سيناريست متميز قادر على أن يجذب أسمه المشاهد العادى الذى لا يلتفت عادة ً إلا للأبطال و المخرج و لايلتفت للسيناريست إلا إذا من الأعلام كوحيد حامد و لينين الرملى
فى أعماله الثلاثة السابقة ( حب البنات ) و ( سهر الليالى ) و ( العشق و الهوى ) كانت له بصمة شديدة الوضوح تتركز فى نقطتان هما :- الثنائيات و العوامل النفسية لذا كان ( تيمور و شفيقة ) نمطا ً غريبا ً عليه جدا ً من حيث كونه رومانسى كوميدى و الحركة محشورة فيه ، الفيلم جميل جدا ً و متماسك فيما عدا فى نصفه الأخير و يقدم حدوتة الحب بين الولد و بنت الجيران فى شكل جديد جداً و لطيف فالفيلم على المستوى الفنى العام جيد جدا ً و لكن على مستوى أفلام تامر حبيب الذى إعتدنا عليه فالفيلم ردئ فليس تامر حبيب بالكاتب الذى يكتب الكوميديا و لانرى له فيلم حركة
قصة الفيلم جديدة فقط يعاب عليها تيمة الحارس الشخصى التى تكررت كثيرا ً فى عديد من الأفلام كما ذكرت فى بوست سابقة تقدم القصة صراع الرجل و المرأة الشرقيين التقليدى و الذى لم يحسم بعد مجتمعيا ً خاصة ً نقطة التفوق الذكورى و عدم رغبة الرجل الشرقى فى أن تتفوق عليه حبيبته او إمرأته مكانة ً او علما ً و كانت النهاية التقليدية - زواجهما - مناسبة للحدوتة التقليدية مع إضفاء لمحة شجارهما لبيان أن المشكلة لم يحلها المجتمع بعد خاصة ً أن شفيقة خضعت لتيمور و تخلت عن مقعدها الوزارى هذه النهاية توضح الجمود الفكرى لمجتمعنا فهى نفس نهاية أفلام ( الأفوكاتو مديحة ) لمديحة يسرى سنة 1950 و ( الأستاذة فاطمة ) لفاتن حمامة سنة 1952 و ( مراتى مدير عام ) لشادية سنة 1966 فهذا معناه أننا فى الألفية الثالثة و لم تتغير أفكارنا بعد بشأن عمل المرأة و تخليها عنه للزواج ثم رغبتها فى العودة إليه مرة أخرى بعد ذلك
كان الحوار ضعيف جدا ً حتى المستوى الفنى العام و السيناريو كان متماسك فيما عدة نقاط الأولى فترة السبع سنوات التى مرت على تيمور و شفيقة و التى كانت كافية لموات قصة الحب بينهما تماما ً و النقطة الثانية هى صغر عمر شفيقة لتوليها منصب وزارى و النقطة الثالثة إختطافها مع عدة وزراء آخرين من قبل مافيا مخدرات مما كان مدعى لوجود الحركة فى الفيلم
الإخراج :- خالد مرعى أولى تجاربه الإخراجية كان فيما سبق مونتير مبدع رغم قلة أعماله فلقد عمل مع مخرجين عظام و شارك فى أعمال مهمة جدا ً وهى :- جنة الشياطين لأسامة فوزى و أيام السادات لمحمد خان و عمارة يقوبيان لمروان حامد و السلم و الثعبان لطارق العريان و سهر الليالى لهانى خليفة و أفريكانو لعمرو عرفة [ بداية تعرف السقا على مرعى ] ثم عاد يعمل مع طارق العريان فى فيلم تيتو [ زادت معرفة السقا به ] و ثانية ً مع عمرو عرفة فى جعلتنى مجرما ً يقول مرعى عن تجربته الإخراجية الأولى أن المونتير هو المخرج الثانى للفيلم و أن هناك مخرجين كثيرين كانوا مونتيرين و أصبحوا مخرجين و على رأسهم شادى عبد السلام ، و هو فى هذه النقطة غير محق ، نعم المونتير مهم جدا ً و له أسلوبه الخاص و هو الذى يعطى للفيلم معناه و قيمته و لكن ليس لدرجة أن يكون مخرج ثانى فمونتاج الفيلم فى النهاية يعكس أسلوب المخرج لأن تكنيك المونتاج المستخدم هو الذى يؤكد منهج تناول المخرج له كما أن قائمة المخرجين التى يتحدث عنها هى قائمة لأساتذة درسوا الإخراج و المونتاج معا ً ليتمكنوا من صنع فيلم يوصل و يبين فكرهم و لا يصح ابدا ً أن يصل لقامة مخرج مثل شادى عبد السلام فهو لن يستطيع إخراج مشهد واحد من فيلم المومياء مثلا ً ، كما يقول أن الفرق بين المونتاج و الإخراج هو إفتقاد المونتير لقيادة الممثلين و التعامل مه المشهد بعناصره المختلفة من إضاءة و تصوير و ديكور ، و هو فى هذا محق
المهم سنتغاضى عن ماضى مرعى كمونتير و نتعامل معه كمخرج لأول مرة - الفيلم جيد الإخراج إلى حد كبير بالنسبة لأول تجربة وصل اللقطات كان ممتازا ً لتعدد وسائله و لكنه بالطبع لم يستطع إخراج المزيد او إكتشاف الجديد من قدرات اى ٍ من أحمد السقا او منى زكى فأعتمد كل ٍ منهما على أدواته و خبراته الخاصة و لن نستطيع أن نحدد بعد أسلوب لذلك المخرج الناشئ و لكننى أعتقد أنه سيسلك فيما بعد مثل باقى قرنائه عدة أساليب إخراجية
بالنظر إلى أن قصة الفيلم رومانتيك كوميدى إلا أنه لم يستطع إخراج لحظات رومانسية صادقة فى حين أن الحركة دخيلة على قصة الفيلم إستطاع مرعى إلى حد كبير إخراج مشاهد الحركة و القتال و المطاردات بمهارة فائقة بالنظر إلى كونها أولى تجاربه
التصوير :- ساعد مرعى كثيراً الإستعانة بمدير تصوير بحجم سامح سليم تلميذ العملاق سعيد الشيمى عمل بجوار مرعى فى أفلام كثيرة كعمارة يعقوبيان و السلم و الثعبان و أفريكانو و تيتو ، زاد على مرعى فى تعامله مع السقا أنه كان مع شريف عرفة فى مافيا و كاملة أبو ذكرى فى العشق و الهوى كما عمل مع الكبير خالد يوسف فى جواز بقرار جمهورى
اولا ً و دون الإساءة لقدر اى ٍ من المخرجين الذين عمل معهم السقا من قبل فسامح سليم من إستمرارية عمله مع السقا إستطاع بمهارة أن يبرز السقا بمهارة فائقة فلقد إعتاد على إلتقاط الزوايا التى تناسب أحمد السقا و الإضاءة المناسبة كما إستطاع على مدار أعماله مع السقا رغم زمرة المخرجين أن يبرز أفضل المهارات الحركية لأحمد السقا الذى يقوم بمشاهد الحركة بمفرده دون الإستعانة ببديل او مخاطر و نفس المقياس تقريبا ً لمنى زكى الذى يستطيع سليم دائما ً إبراز سحرها و أنوثتها و نجوميتها و فى نفس الوقت إلتقاط تعبيرات وجهها الصادقة و أدائها المتميز و كلاهما تتفوق فيهما منى على أحمد
كانت هناك لقطات صعبة تميز فيها سامح سليم كمطاردة الدراجة النارية خلف السيارات و جرى السقا داخل النفق الأرضى و شجاره بداخله وفر وسائل الإضاءة المناسبة و حركة الكاميرات
المونتاج :- مونتيرة مبتدئة هى دعاء فتحى فى أولى أعمالها فى فيلم روائى طويل فلقد سبق أن شاركت فى فيلم روائى قصير للمخرجة سلمى الترزى و هو أنت عارف ليه سنة 2004 و للأسف فانا لم أشاهد هذا الفيلم لأحكم عليها كمونتيرة و لكنى أعتقد أن خالد مرعى قام بالدور الأكبر فى عملية المونتاج دون أن يعلن عن ذلك و أكتفى بتقديم دعاء
الديكور و المناظر :- الديكوريست تامر إسماعيل إستطاع تصميم مواقع تصوير جيدة و إن كان يغلب على كثير منها الترف و العظمة أكثر من اللازم و لكنه موفق فى العديد من الديكورات الأخرى كمقر المختطفين او المافيا
الموسيقى التصويرية :- كانت للموسيقار الكبير عمر خيرت وُفق خيرت فى الموسيقى التصويرية للمشاهد الكوميدية و هى نمط جديد عليه و كان متميز فى مشاهد الحركة و كانت موسيقاه هادئة غير صاخبة فأمتعت المتابع دون أن تشتت إنتباهه
الممثلين :- أحمد السقا :- فنان أداءه يتطور و إن كان ببطء و لا مانع ابدا أن يصنف على طول الخط ممثل حركة فهو بلا أدنى شك أول ممثل حركة مصرى و كل النقاد الذين يهاجمونه و يعيبون لأنه يقوم بأداء المشاهد الصعبة و الخطرة بنفسه بل يبالغ بعضهم و يصفه بأنه ( موديل ) يفترون عليه لأن معظم النجوم العالميين يقومون بهذه المشاهد بأنفسهم و ليس بواسطة بدلاء و من أمثالهم :- ميل جيبسون فى بداية حياته الفنية و سيلفستر ستالونى و آل باتشينو حتى الآن و فان دام و جت لى
وُفق السقا فى الكوميديا لأنها كانت كوميديا موقف لم ينجح كثيرا ً فى الرومانسية و لم يتعلم من أداءه الضعيف فى العشق و الهوى رغم أنه كان و لايزال من فتيان السينما العربية الحالية اما الحركة فالسقا يتألق فيها رغم مواجهته لعديد من المخاطر بسبب ذلك و منها خطأ فريق التفجيرات الأوكرانى الذى أخطأ فى حساب وقت التفجير مما كاد يعرض السقا لخطر الإحتراق و لكن على كل الأحوال فأحمد السقا نفسه يقول أن عليه الإلتفات لأدوار أخرى غير الحركى منها لأنه ماذا سيفعل عندما يتقدم فى السن ؟ لذا عليه أن يطور أداءه التعبيرى كما يطور من أداءه الحركى و إذا ما تمكن السقا من ذلك يوما ً ما سيتوج على عرش السينما العربية كفتى شاشة أول بلا منازع كذلك فإن من يعيبون عليه و يقولون عليه - سوبرمان - مخطئين ايضا ً فالمهارات الفردية شائعة جدا ً فى السينما العالمية و أبلغ مثال على ذلك النجم بروس ويلز
اما عن قيام السقا بدور ضابط حراسات خاصة فلم يوفق فى ذلك كثيرا لأن الدور مقتبس من قبل و أداءه كان أشبه بحارس خاص و ليس بضابط محترف له طاقم حراسة يتبعه و خطة يسير عليها و بروتوكول صارم فإذا إعتبرنا دور السقا حارس خاص و ليس ضابط و إذا تغاضينا عن الإقتباس سنجد أداء السقا مبهر و متميز لأبعد حد و لكن للأسف ليس كل ما يتمناه المرء يدركه
منى زكى :- الفنانة الرقيقة الحالمة التى تنتمى لممثلات سينما الأفلام الأسرية و الإجتماعية ( و انا أصر على هذه المصطلحات رغماً عن كل النقاد الذين يدعون إلى الإباحية و سأفرد لذلك بوست كاملة فيما بعد ) و بالتالى فأفلامها الرومانسية تكون من النوع العذرى [ كالشعر العربى العذرى ] الذى لا يعتمد على القبلات او المشاهد الساخنة و إنما يعتمد بالأساس على المشاعر الرقيقة و الحنان و تدفق العواطف لذا تألقت منى زكى فى فيلم ابو على هذا على الصعيد الرومانتيك كوميدى اما ادوارها الإجتماعية فلها الحديث فى مساحة أخرى
تفوقت كالعادة فى دور شفيقة و لكن لم تعطى لهذا الدور تميزا ً عن باقى أدوارها فقط قامت به كما ينبغى دون تكلف او تميز كما أنها إعتادت الوقوف امام أحمد السقا و الذى مثله مثل عدة ممثلين لا يتجاوزا أصابع اليد الواحدة يحفظ للدور الأنثوى مكانه و لا يحاول إبتلاع المساحة له وحده بأنانية
رجاء الجداوى :- كان دورها باهتا ً و غير مؤثر و لم تستطع أن تقدم دور الأم الجارة التى تسعى مع الأم الجارة الأخرى إلى إرتباط ولد الأولى مع ابنة الثانية لأن إختيارها للدور اساسا ً خطأ لأن رجاء لها مساحة معينة من التمثيل كسيدة مجتمع و ( هانم ) و بالتالى لم توفق فى هذا الدور
هالة فاخر :- رغم صغر الدور إلا أنها كعادتها إستطاعت أن تكون مؤثرة جدا ً فهى الفنانة المتمكنة و التى قامت فى الفيلم بدور الميزان الحساس لضبط الكوميديا و بالعامية لقد ( أكلت الدور من رجاء الجداوى ) و ساعدت السقا كثيرا ً فى منطقة الكوميديا
جميل راتب :- مثل هالة إستطاع رغم صغر دوره إثبات مكانه لإحلاله محل أب شفيقة المتوفى و ليس كرئيس وزراء فقط يعاب عليه بساطة شديدة لا تليق برئيس وزراء قد نرجعها إلى السبب السابق
محمد ياسر بكر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق